“حرب أوكرانية ….. والغلاء عربي “

ماعلاقة غلاء الأسعار في البلدان العربية بالأزمة الأوكرانية سؤال متداول في البلدان البعيدة عن نيران الحرب ، وعلى وجه الخصوص الدول العربية.

للأسف فإن التأثير لن يكون على الدولتين الروسية والأوكرانية فقط ولكن على العالم ككل. وللوطن العربي حصته من الأزمة. 

أزمة خبز تطل على الشرق الأوسط، حيث تشكل روسيا وأكرانيا ثلث صادرات القمح عالميا، وللدول العربية النصيب الأكبر من هذه الصادرات، دول شمالي إفريقيا مهددة بأزمة خبز شديدة جراء الحرب، وحسب خبراء الاقتصاد فبعد ارتفاع سعر القمح أصبحت مصر والجزائر في أعلى قائمة الدول العربية تضررا، وتأتي بعدها لبنان، واليمن، وليبيا ،وماليزيا واندونيسيا، وبنغلادش، فجميع هذه الدول مهددة بارتفاع أسعار الخبز فيها، والضرر سيلحق بالدول المتبقية بشكل أو بآخر. كالسعودية والعراق، وسوريا، وقطر والإمارات، فهذه الدول ستدخل الحرب مضطرة وستدفع ثمن حرب لا علاقة لها بها، وستكون مضطرة لمساندة هذا الطرف أو ذاك، وفي الآونة الأخيرة باتت توجه شحنات الذرة والقمح الأوكرانية سنويا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، كما وأدت سنوات الجفاف في بعض البلدان العربية، إلى تفاقم الاحتياج إلى الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية، في الوقت الذي تراجع أصلا اقتصاد هذه البلدان بسبب جائحة كورونا، وتمثل صادرات القمح في روسيا وأوكرانيا 2.9مليون طن، وفق المزود الأمريكي للبيانات “إس آند بي “. 

وفي هذا العام من المتوقع أن تمثل أوكرانيا 12%من صادرات القمح العالمية ،16%من الذرة ،18%من الشعير ،19%من بذور اللفت، الأزمة كشفت أهمية أوكرانيا كسلة غذائية مهددة، وتشكل أوكرانيا المصدر الرئيسي للقمح إلى لبنان بنسبة 50%من احتياجاته، و 43% و 22%من احتياجات كل من ليبيا واليمن ونسبة واردات المغرب من القمح 26%، وكذلك تستورد مصر القمح بنسبة 50%من روسيا و30%من أوكرانيا وهذه النسب تضع أوكرانيا كمصدر رئيسي للقمح للبلاد العربية، أما الجزائر فإن روسيا هي المزود الرئيسي من القمح وتليها أوكرانيا. 

عدا ذلك أن الأراضي التي تزرع بها هذه الحبوب في أوكرانيا تقع في شرق وجنوب أوكرانيا أي بالقرب من المناطق التي تسيطر عليها روسيا وتنازع أوكرانيا عليها. 

ارتفاع أسعار القمح وغيرها من البذور والكثير المواد المستوردة من هاتين الدولتين ومنها الزيت النباتي والدجاج الأوكراني الذي تستورده الكثير من دول الخليج. سبب أزمة استيراد كبيرة رفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية في الدول العربية وفي حال استمرار الحرب سيترتب على ذلك انهيارا للأمن الغذائي العالمي.

إعداد: دريمس الأحمد

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.