لماذا صدحت حناجر وقلوب السوريين الثائرين في ساحات الحرية بذلك الهتاف المثير للجدل في المظاهرات يلعن روحك يا حافظ ولانستطيع فهم السبب إلا بالعودة إلى تاريخ هذا الطاغية الدموي والتذكير بما أحال إليه سوريا التي حكمها بعد موجة انقلابات شارك بالتآمر ببعضها قبل أن ينقلب انقلابه الأخيرة الحاسم على رفاقه الذين اختارهم من بني طائفته فقد كان آخرهم صاحب السلطة في سوريا آنذاك صلاح جديد الذي زج به في السجن هو ومن معه ونفى ميشيل عفلق مؤسس الحزب الذي ينتمي له وقاد البلاد وألحقها باسمه فاصبحت سوريا الأسد لكي ينفرد بسدة الحكم ويشكل بوصوله للسلطة بداية عهد فاشي قل نظيره في الإجرام والإرهاب بحق الشعب الذي يحكمه بل وبحق الشعوب المجاورة
قدم للمشروعين التوسعيين في المنطقة العربية الصهيوني والإيراني خدمة العمر التي لم يكن أي منهما يحلم بتحقيقها لولا حافظ الأسد وأبرز إنجازات حافظ الأسد الدامية وحركته التصحيحية الخائبة طوال ٣٠ سنة من حكم الشعب السوري الذي انتفض عليه مرارا دون جدوى قبل أن ينتفض على وريثه المجرم بشار في ثورة مدوية عظيمة ما زالت مستمرة منذ ٢٠١١
فحرب النكسة عام ١٩٦٧ الحرب التي هزم العرب فيها من إسرائيل في ستة أيام فرغم الخسارة التي لحقت بالجيوش العربية وقتها فإن الهزيمة التي شهدتها الجيوش السورية كانت وصمة العار والغدر الأكبر في حرب النكسة
كان حافظ الأسد حينها وزيرا للدفاع وأعلن سقوط الجولان قبل ٤٨ ساعة من سقوط الهضبة الفعلي فقد أعطى خلال الحرب أمرا بالانسحاب الكيفي لجيش كامل فأوامر الأسد كانت تقتضي ترك السلاح الجديد في الجولان الذي احتل لقد كان هذا ثمن كرسي الملك لآل الأسد وبعد استلامه لزمام الأمور بدأ يقتل ويعتقل وينشر الفساد حتى أوصل للحضيض وقبل هلاكه سلمها لابنه وكأنه مزرعة يرثها الابن عن الأب ليكمل بشار ويوصل سوريا وأهلها إلى الهاوية.