دولي – مروان مجيد الشيخ عيسى
وتستمر معاناة اللاجئين الفارين من بلدانهم الباحثين عن الأمان في أرض الله الواسعة فقد نقل موقع قناة Africanews عن طالب لجوء يُدعى “محمد نور” ينحدر من درعا، أنه كان شاهداً العام الماضي على جرائم وتجاوزات ارتكبها عناصر من خفر السواحل الليبي.
وتكلم نور عن الفظائع التي ترتكب بحق المهاجرين في ليبيا بعد أن عُثر عليه على متن قارب بين مالطا وإيطاليا مؤخراً، وقال: في العام الماضي، رأيت أشخاصاً من خفر السواحل الليبي، يقتلون ربما ثمانية أو سبعة أشخاص من جنسيات إفريقية.
فخفر السواحل الليبي في منطقة زوارة أطلق الرصاص على المهاجرين الأفارقة، كما تعرضت امرأتان سوريتان للاغتصاب دون رحمه أو شفقة أو نخوة وكأنهم فقدوا حتى إنسانيتهم هذا عدا غيرة الدين وشهامة العروبة.
وأكمل حديثه:فإذا حاولت محاورتهم بالمنطق، فإنهم يطلقون النار عليك أمام الجميع. وحتى لو كان الشارع مزدحماً، فإنهم يطلقون النار عليك ولا يمكن لأحد أن يقول أي شيء أو يدافع عنك .
ونور الذي غادر سوريا عام 2021 هرباً من التجنيد الإلزامي بصفوف جيش النظام السوري ، قال وهو جالس في الجزء الخلفي من قاربه، إن قدمه أصيبت بجروح بالغة أثناء السباحة هرباً من خفر السواحل الليبي.
وأمضى نور وخمسة رجال آخرين ممن غادروا ليبيا 40 ساعة في البحر قبل أن ترصدهم وكالة خفر السواحل الأوروبية فرونتكس، في منطقة البحث والإنقاذ المالطية.
واقتربت سفينة الإنقاذ التابعة لمنظمة Open Arms غير الحكومية من القارب الصغير ووجدت على متنه خمسة رجال، ثلاثة سوريين وليبيين. كان أحدهم يعاني من الجفاف الشديد بينما قدمت ممرضة الأدوية والبطانيات للمهاجرين الخمسة واقترحت طرقاً تقيهم من أشعة الشمس أثناء انتظار وصول خفر السواحل الإيطالي.
وعلى متن نفس السفينة أجرى مصوّر من وكالة “أسوشييتد برس” مقابلة مع نور قبل وصول خفر السواحل الإيطالي الذي نقلهم إلى جزيرة لامبيدوزا.
وغالباً ما يتحدث المهاجرون الذين مرّوا عبر مراكز الاحتجاز الليبية عن الفظائع داخل البلاد وعن الانتهاكات عند احتجازهم من قبل خفر السواحل الليبي، لكن نور أشار إلى أن عمليات القتل تتم في الشارع.
ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، لغاية 14 من آب، عبر أكثر من 70 ألف طالب لجوء البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا خلال العام 2022، فيما فقد أو تُوفي أكثر من 900 أثناء المحاولة.
وهذه القصة لاتعتبر سوى نقطة في بحر من قصص الانتهاكات ضد اللاجئين التي تمارس من دول كثيرة أبرزها اليونان وليبيا فإلى متى يبقى طالب اللجوء لاقيمة له عند هكذا دول .