تقرير حقوقي:ازدياد ظاهرة سرقة المنازل والمحلات التجارية في الرقة على يد أطفال تجندهم عصابات

 

الرقة، سوريا: أفاد تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، بتزايد حوادث السرقة في مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، والتي تستهدف المنازل والمحلات التجارية، وحتى المارة، وذلك في ظل تردي الأوضاع المعيشية وانتشار ظاهرة عمالة الأطفال والتسول.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عمليات السرقة تتركز بشكل خاص على أحياء “سيف الدولة، الكراجات، نزلة شحادة، الفردوس، الثكنة”، وتطال بشكل أساسي محتويات المنازل مثل الهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، واسطوانات الغاز، والمال.

وأظهرت تسجيلات مصورة من كاميرات المراقبة المنزلية اطلع عليها المرصد ، أن العديد من هذه السرقات نفذها “أطفال قاصرون” تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 سنوات.

وذكر أحد سكان حي سيف الدولة للمرصد ، ويدعى (أ.ي) البالغ من العمر 55 عامًا، أنه “تم قبل أيام سرقة 4 موبايلات ومبلغ 4000 دولار أمريكي ومليوني ليرة سورية من منزل مجاور. وبفضل البحث والتحري ومراجعة بعض الكاميرات، تبين أن الجاني هو طفل لا يتجاوز عمره 7 سنوات”. وأضاف (أ.ي) أنه “تم تجنيد هذا الطفل ومجموعة من الأطفال القاصرين الآخرين من قبل عصابة في حي ‘رميلة’ لتنفيذ عمليات السرقة”.

كما أكدت سيدة من حي الثكنة تدعى (أ.إ) البالغة من العمر 50 عامًا، تعرضها للسرقة. حيث قالت: “أقطن وعائلتي في الطابق الثالث من أحد أبنية حي الثكنة. وخلال عودتي من العمل عصراً، تركت باب الشقة مفتوحاً، لأفاجأ بعد ساعة تقريباً بسرقة جهاز كمبيوتر محمول وثلاثة موبايلات”. وأضافت (أ.إ) أنه “بعد سؤال الجيران في الشارع وتتبع المارة، قيل لها أنهم شاهدوا طفلين يحملان كيساً بداخله كمبيوتر محمول وموبايلات، وبدا على ملامحهما التشرد”.

وتعود ظاهرة تجنيد الأطفال لعمليات السرقة إلى سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة، حيث ينتشر مشهد الأطفال وهم يجمعون الخردوات من الأنقاض ومكبات النفايات والأسواق.

وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة، أصدرت “الإدارة الذاتية” لقوات قسد ، التي تسيطر على المنطقة، قراراً في حزيران الماضي بمنع نبش القمامة وبعثرتها في الشوارع والأماكن العامة.

ورفض العديد من الأهالي هذا القرار، معتبرين أنه “لا يشكل حلاً، بل كان الأجدر بالمسؤولين معالجة الأسباب الجذرية للظاهرة من خلال تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات، بدلاً من معاقبة الأطفال”.

وتعاني مناطق شمال شرق سوريا من فوضى أمنية وانتشار للجرائم والمخدرات، ونقص في الخدمات الأساسية، مما يفاقم من معاناة السكان، ويخلق بيئة مناسبة لانتشار مثل هذه الظواهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.