:
شهدت سوريا تطورًا تاريخيًا غير مسبوق مع سقوط نظام بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، حيث قدم الكرملين اللجوء السياسي له ولعائلته. هذه اللحظة الحاسمة أطلقت مرحلة جديدة من التحولات السياسية والميدانية في البلاد، وسط تباين المواقف الدولية والإقليمية.
الموقف الأمريكي:
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن سقوط نظام الأسد يمثل حدثًا تاريخيًا، معتبراً أن الدعم الروسي والإيراني و”حزب الله” لم يكن كافيًا لإنقاذ النظام. وأكد على أهمية محاسبة الأسد على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، مشيرًا إلى وجود تقارير تؤكد أن الأسد قد لجأ إلى موسكو.
وأضاف بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل مع المعارضة السورية لتأسيس مرحلة انتقالية، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وضمان استقرار سوريا. كما كشف عن استمرار الجهود للإفراج عن المعتقلين الأمريكيين في سوريا، ومن بينهم الصحفي أوستن تايس.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول أمريكي رفيع أن بلاده ستتعامل بحذر مع هيئة تحرير الشام، واضعة مصالحها في الاعتبار. وشدد على أن مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون أنفسهم.
ردود أفعال دولية:
•بريطانيا:
أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن ترحيبه بسقوط نظام الأسد، واصفًا التطورات في سوريا بـ”غير المسبوقة”. دعا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والأقليات وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
•فرنسا:
أشاد الرئيس الفرنسي بـ”شجاعة وصبر الشعب السوري”، معتبرًا أن هذه اللحظة تمثل انتصارًا للشعب على الظلم والاستبداد.
•تركيا:
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضرورة منع أي محاولات لاستغلال الفراغ السياسي في سوريا من قبل التنظيمات الإرهابية، مشددًا على أن أنقرة لن تعتبر أي فرع لحزب العمال الكردستاني شريكًا مشروعًا. كما دعا إلى إدارة العملية الانتقالية بسلاسة ودون الإضرار بالشعب السوري.
•إسرائيل:
أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستيلاء على المنطقة العازلة في الجولان، معلنًا انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. في الوقت نفسه، نفذت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية في ريف دمشق، في مؤشر على استغلال التطورات الميدانية لتعزيز موقفها الاستراتيجي في المنطقة.
تحليل المرحلة القادمة:
مع سقوط نظام الأسد، باتت سوريا في مواجهة تحديات متعددة تشمل إدارة المرحلة الانتقالية، إعادة الإعمار، وتحقيق العدالة. وعلى الرغم من التوافق الدولي على رحيل الأسد، إلا أن الانقسامات بشأن دور الجماعات المختلفة ومستقبل البلاد تبقى قائمة.
في حين تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى دعم المعارضة السورية، تبرز قوى أخرى كتركيا وإيران وروسيا كلاعبين أساسيين في تحديد مسار المرحلة المقبلة. وفي الوقت ذاته، تزداد المخاوف من استغلال الجماعات المتطرفة لحالة الفوضى، ما يفرض ضرورة التحرك السريع لضمان استقرار البلاد وحماية المدنيين.
سوريا تدخل حقبة جديدة مليئة بالفرص والمخاطر، حيث تقع مسؤولية بناء المستقبل على عاتق الشعب السوري والمجتمع الدولي. نجاح المرحلة الانتقالية سيتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لإرساء السلام والاستقرار.
اقرا ايضاً
رسالة من رئيس وزارء سوريا”محمد غازي الجلالي”:: انا في منزلي ولم اغادر سوريا