سوريا/ دير الزور
تشهد ضفتي نهر الفرات في ريف دير الزور تصعيداً خطيراً بين قوات قسد من جهة، وفصائل محلية مدعومة من إيران والقوات السورية والروسية من جهة أخرى. وسط هذا النزاع المتأجج، يدفع المدنيون الثمن الأكبر، حيث كان لهم النصيب الأوفر من حصيلة الشهداء والجرحى نتيجة القصف البري المتبادل.
لم تميز القذائف العشوائية بين عسكري ومدني، فأخذت معها أرواحاً بريئة، وسط حركة نزوح تشهدها المناطق ومعاناة كبيرة يعيشها الأهالي. منذ أول أمس، وثقت مصادر محلية استشهاد 14 مدنياً وإصابة 36 آخرين بجراح متفاوتة ضمن مناطق سيطرة قوات قسد ومناطق سيطرة القوات السورية والفصائل الموالية لها في ريف دير الزور.
في منطقة الطوب وبلدات سعلو والزباري والبوليل ضمن مناطق غرب الفرات، أصيب 3 مدنيين بقصف لقوات قسد. وفي اليوم الثالث، 9 آب، قتل 11 مدنياً بينهم سيدات و6 أطفال وأصيب 5 بجراح في قرية الدحلة بريف دير الزور. كما قتلت سيدة وأصيب 9 مدنيين بجراح متفاوتة بينهم 6 أطفال إثر قصف مدفعي نفذته قوات قسد استهدف قرية البوليل في الضفة الغربية من نهر الفرات.
شهدت المناطق حركة نزوح للمدنيين خوفاً من القصف المتبادل بين الطرفين، حيث نزح العشرات من أهالي قرى وبلدات الدحلة وجديد بكارة وإبريهة التي تخضع لسيطرة قوات قسد باتجاه البادية السورية خلف سكة القطار بريف دير الزور الشرقي. كما شهدت بلدتي البوليل والطوب الواقعتين تحت سيطرة القوات السورية بريف دير الزور الشرقي اليوم، حركة نزوح من قبل الأهالي باتجاه البادية السورية.
يستخدم الطرفان الأهالي كدروع بشرية في عمليات القصف. يأتي هذا التوتر بعد أن هاجمت أمس قوات من العشائر نقاط قسد شرق دير الزور وكبدتها خسائر فادحة، حيث اتهمت قسد المخابرات السورية بدعم قوات العشائر للهجوم عليها.
عبرت الأمم المتحدة عن قلقها لسقوط مدنيين، بينما أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها تراقب الأحداث على حدودها الشمالية. وأشارت إلى أن سبب الأحداث هو الرفض الشعبي لقوات قسد الكردية التي تحكم عسكرياً على المنطقة بدعم أمريكي.