تركيا وسوريا.. علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية في مواجهة الادعاءات المغرضة

في الآونة الأخيرة، تكررت مزاعم بعض الأطراف الموالية لمليشيا “قسد” حول ما يسمونه “الاحتلال التركي” ووجود أطماع لأنقرة في سوريا. غير أن هذه الادعاءات تتناقض مع الواقع السياسي والتاريخي، حيث ترتبط تركيا وسوريا بعلاقات جوار تمتد لنحو 900 كيلومتر من الحدود المشتركة، فضلاً عن اتفاقيات ثنائية تتعلق بأمن الحدود والتدخل عند الضرورة لحماية الأمن القومي.

تركيا ودورها الإنساني في دعم السوريين

إلى جانب التزامها بحماية أمنها القومي، لعبت تركيا دورًا محوريًا في دعم الشعب السوري خلال أزمته المستمرة، حيث استقبلت أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري ووفرت لهم بيئة آمنة، كما ساندت المعارضة السورية منذ الأيام الأولى للصراع. وعلى الرغم من هذه المواقف، يواصل بعض الأطراف التي تتحالف مع النظام السوري شن حملات تستهدف تشويه الدور التركي، متناسين ارتباطهم بمشاريع انفصالية تهدف إلى فرض أجندات تخدم مصالح ضيقة لا تمثل تطلعات السوريين.

ازدواجية الخطاب وغياب المصداقية

المفارقة أن الجهات التي توجه الاتهامات لأنقرة، هي ذاتها التي تحالفت مع النظام السوري وقوى خارجية أخرى لتحقيق مكاسب سياسية وجغرافية، في تناقض واضح بين خطابها الإعلامي وواقع تحركاتها على الأرض. هذه الازدواجية باتت مكشوفة للرأي العام، خاصة في ظل ممارساتها التي تتعارض مع مبادئ السيادة ووحدة الأراضي السورية.

في ظل هذه المعطيات، يظل الدور التركي في سوريا جزءًا من معادلة أمنية وسياسية أكبر، تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ومنع تهديدات تمس أمنها القومي، وذلك وفق إطار قانوني واتفاقيات دولية، بعيدًا عن الاتهامات التي تفتقر إلى الموضوعية والمصداقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.