أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أن تركيا أحرزت تقدماً ملموساً في تنفيذ مشروعين رئيسيين لخطّي سكك حديدية جديدين، أحدهما يربط تركيا بالعراق، والآخر يمر عبر الحدود السورية وصولاً إلى العاصمة دمشق.
وأوضح الوزير أن مشروع الربط مع سورية يمر بمرحلة ما بعد “دراسة الجدوى”، في خطوة تمهيدية نحو التنفيذ الفعلي. ويهدف المشروع إلى اختصار زمن النقل وتخفيض تكاليف الشحن، ما يساهم في تعزيز التعاون التجاري بين البلدين.
وأشار أورال أوغلو إلى أن خط السكة الحديدية المقترح سينطلق من قرية “ميدان إكبس” في ريف عفرين على الحدود التركية، وصولاً إلى مدينة حلب، لافتاً إلى أن نحو 50 كيلومتراً من السكة تعرضت للدمار، بينما الجزء المتبقي مفتوح حتى دمشق. وتُقدّر تكلفة المشروع بنحو 50 إلى 60 مليون يورو، وتسعى تركيا لتأمين التمويل اللازم للمباشرة بأعمال الترميم.
ويرتبط مشروع الربط مع سورية بمبادرة “طريق التنمية” التي أطلقتها تركيا لربط البلاد بميناء الفاو على الخليج العربي عبر خط سكك حديدية وطريق سريع بطول 1200 كيلومتر، ما يجعل المشروع جزءاً من خطة إقليمية تهدف إلى تعزيز الربط التجاري بين الشرق والغرب.
من جانبه، أكد محروس الخطيب، مدير النقل السابق في محافظة إدلب، أن البنية التحتية لقطاع النقل في سورية تحتاج إلى استثمارات تزيد عن 200 مليون دولار لإعادة تأهيل الطرق والسكك الحديدية وتشغيل القطارات بسرعة تصل إلى 120 كيلومتراً في الساعة في المرحلة الأولى.
ورغم أهمية المشروع في إنعاش النشاط التجاري وربط دول المنطقة، فإن الخطيب أشار إلى التحديات المحتملة، منها صعوبة التمويل والتحديات الأمنية المرتبطة بعدم استقرار المنطقة. ومع ذلك، يبقى المشروع جزءاً من رؤية تركيا لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي عبر مشروع “طريق التنمية”، الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى محور عالمي لنقل البضائع والطاقة.