كشفت مصادر أمنية عن إفراج السلطات التركية عن زهرة دومان المعروفة بـ«عروس داعش» بعد شهرين ففط من الحكم عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي، بالحبس 6 سنوات و10 أشهر. ونقلت تقارير أمس، عن تلك المصادر قولها إن القضاء التركي أفرج عن دومان التي كانت تحمل الجنسية الأسترالية إلى جانب جنسيتها التركية، بدعوى أن لديها طفلين لا يستطيع أحد العناية بهما سواها، وأنها تعيش حياة جديدة مع طفليها في مكان غير معلوم. وأدينت الداعشية زهرة دومان (27 عاماً حالياً)، بتهمة تجنيد النساء للانضمام إلى «داعش» والترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واحتجزت في سجن ولاية «شانلي أورفا» على الحدود التركية – السورية عقب القبض عليها في 17 يوليو (تموز) الماضي، إثر فرارها من مخيم «الهول» للاجئين في شمال شرقي سوريا بصحبة طفليها. وجرى وضع طفلها جراح (سنة واحدة) وطفلتها ليلى (4 سنوات) لدى أحد مراكز رعاية الأطفال. لكنهما صارا في عهدة جدتهما تركية الأصل، أوزلام جوشكون، التي سافرت خصيصاً من مدينة ملبورن لحضور جلسة الاستماع. لكن بعد شهرين فقط، أفرجت محكمة أخرى عن دومان، حيث أخذت في الاعتبار أنّها الراعي الوحيد لطفليها، وأفرج عنها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يكشف عن المكان الذي تعيش فيه بتركيا، كونها تحمل الجنسية التركية إضافة إلى جنسيتها الأصلية (الأسترالية) التي أسقطت عنها عام 2019. وجردت عروس «داعش» من الجنسية الأسترالية، بعد أن اتخذت أستراليا إجراءات قاسية تجاه المواطنين المتطرفين، وكانت دومان فرت في سن التاسعة عشرة من عائلتها من ملبورن في عام 2014 إلى سوريا، حيث جندها الجهادي محمود عبد اللطيف، ثم تزوجها فيما بعد. وبعد مقتل عبد اللطيف في غارة جوية أميركية، تزوجت من اثنين آخرين من مقاتلي «داعش» وأنجبت من كل منهما طفلاً، قبل أن يقتلا أيضاً. وعرفت دومان في أستراليا، بأنّها كانت تجند النساء عبر الإنترنت من أجل تزويجهن من مقاتلي «داعش»، وأصبحت مجندة رئيسية لديه. ونقلت دومان في 2019، بعد سقوط «داعش»، إلى مخيم الهول بشمال شرقي سوريا قرب الحدود مع العراق، وكانت من ضمن 70 ألف لاجئ. وأنكرت دومان في المحكمة التّهم الموجّهة إليها، على الرغم من أن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باسمها، مشيرةً إلى أنّها «كانت تعيش في المناطق التي يسيطر عليها داعش ولم يكن لها دور رسمي مع التنظيم». وكانت زهرة دومان، التي كانت تبلغ 19 عاماً عند فرارها من بلادها إلى سوريا، هي أول عروس لتنظيم «داعش» الإرهابي من أستراليا في عام 2014، ثم تزوجت من المدعو محمود عبد اللطيف، وهو عضو سابق بأحد الأحزاب في ملبورن وتحول إلى مسلم متطرف ليلقى حتفه إثر غارة جوية بعد مرور 5 أسابيع فقط على زفافهما. وأصبحت زهرة دومان مسؤولة بارزة في التجنيد لصالح «داعش» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت صور لها وهي ممسكة بالبنادق الآلية إلى جوار بعض السيارات الفاخرة التي سرقتها عناصرها، وهي تحض المواطنين الغربيين الآخرين على مغادرة زيف الحضارة الغربية والانضمام إلى ما يسمى «الخلافة». وتزوجت دومان للمرة الثانية وأنجبت ذكراً من زواجها الثاني ثم أنثى، ثم لقي زوجها الثاني مصرعه أيضاً في العمليات العسكرية التي خاضها «داعش» في سوريا. وكانت تأمل في العودة يوماً ما إلى أستراليا رفقة طفليها. وقدمت التماساً بذلك الشأن إلى المحكمة العليا في أستراليا في وقت سابق من العام الجاري، بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية بحرمانها من جنسيتها الأم في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. ويتابع محاموها تلك القضية.