تركيا تعود إلى الجامعة العربية بعد غياب 13 عامًا وسط تطورات إقليمية وتعاون متزايد

أعلنت وزارة الخارجية التركية أن تركيا ستشارك في اجتماع مجلس وزراء الخارجية لدول جامعة الدول العربية، للمرة الأولى منذ 13 عامًا، وذلك بعد توجيه دعوة لأنقرة لحضور الدورة العادية رقم 162، المقرر عقدها في القاهرة يوم الثلاثاء.

وأفادت الوزارة في بيان لها يوم الاثنين بأن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، سيُلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، يتناول فيها القضايا الإقليمية الرئيسية، مثل الوضع في غزة، بالإضافة إلى العلاقات بين تركيا والجامعة العربية.

وأكد البيان أن تركيا، من خلال سياستها الخارجية الفعّالة، لعبت دورًا متزايدًا في تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة. ولفت إلى أن الكثير من المواضيع المدرجة على جدول أعمال الجامعة العربية، خصوصًا قضية فلسطين، تتصدر أولويات السياسة الخارجية التركية.

وأشار البيان إلى أن تطور العلاقات بين تركيا والدول العربية خلال السنوات الأخيرة، قد فتح آفاقًا جديدة للتعاون في حل المشكلات الإقليمية، وبناء شراكات قائمة على المنفعة المتبادلة.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن دعوة تركيا تأتي نتيجة لتحسن العلاقات الثنائية مع الدول العربية، ودور أنقرة المتنامي في المنطقة.

وتعود العلاقات بين تركيا والجامعة العربية إلى عام 2003، حيث وقعت مذكرة تفاهم بين الطرفين في عام 2004. لكن العلاقات شهدت توترًا كبيرًا بعد موقف تركيا من أحداث “الربيع العربي” وتدخلها في شؤون بعض الدول العربية، مما أدى إلى توجيه الجامعة انتقادات حادة لتركيا على مدى السنوات الماضية.

ورغم ذلك، أسهمت عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وعدد من الدول العربية، مثل الإمارات والسعودية ومصر، في عودة الأجواء الإيجابية. ويعتبر التزام تركيا بمبادئ القانون الدولي وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة من أبرز مطالب مصر خلال عملية تطبيع العلاقات.

ولم يشهد البيان الختامي للقمة العربية الـ33 التي عقدت في المنامة انتقادات لتركيا، مما يعكس تحسن الأجواء بين الجانبين.

يأتي قرار عودة تركيا إلى اجتماعات الجامعة العربية بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى تركيا مؤخرًا، وتعتبر هذه الخطوة بداية جديدة في مسار التعاون الإقليمي بين الجانبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.