في ظل تصاعد الأزمة في سوريا، حددت مصادر دبلوماسية وعسكرية تركية ثلاث أولويات رئيسية لأنقرة. وتتمثل هذه الأولويات في منع موجة جديدة من الهجرة باتجاه الأراضي التركية، ووقف قوات “قسد” الكردية من تعزيز مواقعها غرب نهر الفرات، بالإضافة إلى محاولة إخماد التوترات عبر الطرق الدبلوماسية.
وذكرت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” أن عملية فجر الحرية التي أطلقتها فصائل “الجيش الوطني السوري” في شمال سوريا، وأسفرت عن السيطرة على مدينة تل رفعت، قد تمتد إلى منبج. وتهدف هذه العمليات، بحسب المصادر، إلى دعم أهداف تركيا في إبعاد “الوحدات الكردية” عن حدودها الجنوبية، والقضاء على جيوبها غربي الفرات.
وأكدت المصادر أن تركيا تنفذ حالياً عملية شاملة تجمع بين الأدوات العسكرية والسياسية، تركز على إحكام السيطرة على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، بهدف منع أي نشاطات لـ”الوحدات الكردية” أو حزب “العمال الكردستاني”.
من جانبه، أشار عمر أوزكيزيلجيك، الباحث المشارك في المجلس الأطلسي بأنقرة، إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة في شمال سوريا، خاصة بعد تحركات الفصائل المسلحة في ريف حلب، عززت دور تركيا كلاعب رئيسي في الملف السوري. وأوضح أن هذا الوضع الجديد يفرض على روسيا وإيران التفاوض مع أنقرة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
تأتي هذه التطورات في سياق التوتر الإقليمي المستمر، وسط ترقب دولي لما قد تحمله المرحلة المقبلة من تغييرات على الساحة السورية.