حذرت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان من أن المناهج التعليمية التي تعتمدها “الإدارة الذاتية الكردية افسد في شمال وشرق سوريا تحوي محتوى يشجع على العنف ويحرض على حمل السلاح، ما يشكل تهديدًا لمستقبل الأطفال في تلك المناطق. ودعت الشبكة في تقرير لها إلى ضرورة وقف التدريس بهذه المناهج التي وصفتها بأنها لا تتماشى مع الأسس التربوية المتعارف عليها دوليًا، وتشكل خرقًا لاتفاقية حقوق الطفل.
وأضافت الشبكة أن هذا المنهاج يروج لأفكار تعزز ثقافة العنف وتمجد شخصيات محددة، وهو ما يتنافى مع القيم التربوية السليمة، ويتسبب في شعور متزايد لدى الأسر بأن مستقبل أطفالهم مهدد. وتوضح الشبكة أن العديد من العائلات ترى في الهجرة السبيل الوحيد لضمان تعليم أبنائهم في بيئات تعليمية تحترم حقوق الطفل، بعيداً عن أي تأثيرات سلبية ناتجة عن الأجندات السياسية أو العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن المناهج الدراسية المعتمدة تروج لأفكار تمجد شخصيات مرتبطة بـ **حزب العمال الكردستاني** مثل **عبد الله أوجلان**، مما يعزز ثقافة العنف ويشوه العملية التعليمية السليمة. كما أكد أن هذه المناهج تتعارض مع القوانين الدولية التي تضمن حق الأطفال في تعليم يحترم حقوقهم وينمي قدراتهم في بيئة آمنة.
وتشير التقارير إلى أن المنهاج الحالي يشكل خرقاً صريحاً للقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل التي تضمن حق كل طفل في الحصول على تعليم نوعي يساهم في بناء شخصيته بعيداً عن أي تأثيرات سلبية أو تحريض على العنف.
احتجاجات طلابية في منبج
في سياق متصل، شهدت **مدينة منبج** الواقعة في ريف حلب شمال شرقي سوريا تصاعدًا في الاحتجاجات الطلابية ضد المناهج التي تفرضها **”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)**. حيث قام طلاب المدارس بطرد السيارات التي توزع الكتب الجديدة ومزقوا المناهج المقررة في تعبير غاضب عن رفضهم لهذه الكتب.
ويطالب الطلاب وأولياء الأمور بعودة المناهج الرسمية المعترف بها من قبل **وزارة التربية والتعليم السورية**، معتبرين أن المناهج الحالية لا تعبر عن الهوية الوطنية السورية ولا تتناسب مع ثقافتهم وتاريخهم. ومع ازدياد الدعوات إلى الإضراب والمظاهرات السلمية في المدينة، تسود مخاوف من تصاعد التوتر بين السكان المحليين والسلطات.
#### دعوات لإضراب واسع
ناشطون من منبج عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوا إلى تنظيم إضراب واسع ومظاهرات سلمية احتجاجًا على ما وصفوه بـ”فرض مناهج تعليمية تبتعد عن الواقع السوري”. في حين لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من “قسد” حول هذه الاحتجاجات، إلا أن بعض المسؤولين أشاروا إلى أن هذه المناهج تهدف إلى تعزيز التعليم المحلي وتحقيق الاستقلال التعليمي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
### مستقبل التعليم في خطر
مع تصاعد التوترات واستمرار الاحتجاجات، يترقب السكان تطورات الأوضاع في الأيام القادمة وسط آمال بأن يتم التوصل إلى حل يحافظ على استقرار العملية التعليمية ويستجيب لمطالب الأهالي والطلاب في منبج ومناطق أخرى من شمال وشرق سوريا.