في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الحسكة، تأتي بعض المشاريع لتثير جدلاً واسعاً حول جدواها وأولوياتها.
فقد أعلنت الإدارة الذاتية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عن بدء تنفيذ مشروع بناء دار سينما في مدينة عامودا، بمساحة تبلغ أكثر من 1100 متر مكعب وبتكلفة تصل إلى نحو 345 ألف دولار.
هذا المشروع، الذي من المفترض أن يكتمل خلال ستة أشهر، لاقى استهجاناً كبيراً من الأهالي وانتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعليقات السكان تعكس حالة من الغضب والاستياء، حيث يرون أن مثل هذا المشروع لا يلامس احتياجاتهم الحقيقية ولا يعالج الأزمات الحياتية التي يعيشونها يومياً.
فأحدهم علق بسخرية قائلاً: “سينما عامودا لإنقاذ الحسكة من العطش: حينما تُبنى الشاشات قبل المدارس”. هذا التصريح يعكس حقيقة الواقع الذي تعانيه المنطقة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه، الوقود، والغاز، إضافة إلى تدهور البنية التحتية من طرق ومدارس.
وعلق آخر منطقة تل براك وقراها، التي تمتد من حدود القامشلي إلى الحسكة والهول، تعاني من إهمال شبه تام في تقديم الخدمات الأساسية، حيث خصصت لها ميزانية لا تتجاوز 100 ألف دولار لعام 2024. هذا المبلغ بالكاد يغطي احتياجات المشاريع الأساسية مثل الطرق والمياه والصرف الصحي، ويُشار إلى أن جزءًا منه قد يتعرض للسرقة من قبل موظفي البلديات.
السخرية في التعليقات لا تتوقف عند هذا الحد، بل يتساءل الأهالي عما إذا كانت السينما ستعرض أفلاماً توثق معاناتهم في البحث عن الوقود والمياه.
هذا الشعور الجماعي بالاستياء يعكس فجوة كبيرة بين احتياجات المواطنين الفعلية والقرارات التي تتخذها الإدارة المحلية.
بناء السينما في ظل الأزمات الخدمية المتفاقمة يطرح تساؤلات حول أولويات الإنفاق في المنطقة، ويعزز من الشعور بالإحباط بين السكان الذين يرون أن هذا المشروع بعيد كل البعد عن متطلباتهم اليومية.
يبدو أن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في مثل هذه المشاريع وتوجيه الموارد نحو تحسين الخدمات الأساسية التي تشكل عماد الحياة اليومية للسكان.