يبدو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لازالت تنهكها تبعات السياسية الكارثية في سوريا التي تسبب بها الرئيس أوباما، حيث أدت إلى تعقيد الوضع في سوريا وزادت من حجم الخطر على المجتمع الدولي، وساهمت في تعزيز قوة إيران بشكل أو بٱخر، ومن هنا كان هناك الكثير من التداعيات الخطيرة على المنطقة برمتها حيث أكد المجلس الأطلسي للأبحاث في واشنطن، إن قلقاً معيناً بدأ يظهر تدريجياً بين واشنطن والعواصم الأوروبية التي لا تزال مهتمة بالقضية السورية، خاصة بعد أن أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، استعداداً لمنح إعفاءات من شأنها أن تسمح بنقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.وأضاف المجلس في تقرير، الجمعة، أن إدارة بايدن تعمل بنشاط على ثني حلفائها العرب عن استعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام، إلا أن قضية الغاز اللبناني أعطت فرصة للوزراء اللبنانيين لزيارة دمشق، إضافة إلى جمع وزراء من دول عربية مختلفة مع أعضاء بحكومة بشار الأسد في الأردن.وأشار إلى أن الاتجاه نحو التطبيع مع دمشق مرحب به في بعض الدول الأوروبية -مثل المجر واليونان والنمسا- التي ترغب في استعادة العلاقات مع نظام الأسد.ولفت المجلس الأطلسي إلى وجود مصدر آخر للقلق يتعلق بقضية إرث إدارة باراك أوباما، والتي قدمت جوهر موظفي إدارة بايدن، موضحاً أنه لطالما اشتبه الأوروبيون في الرئيس أوباما بالتضحية بسوريا لعقد اتفاق نووي مع إيران والسعي إلى اتفاق مع روسيا بشأن سوريا قبل كل شيء.ورأى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يعد مصدر قلق آخر، حيث ظهر الخوف من أن السياسة الأمريكية المتمثلة في إنهاء الحروب الأبدية ستطبق بشكل طبيعي على القوات الأمريكية التي لا تزال تعمل في شمال شرق سوريا، رغم تأكيد المسؤولين الأمريكيين لنظرائهم الأوروبيين أن الأمر ليس كذلك.وشدد على أنه يجب الأخذ بالتأكيدات الأمريكية على محمل الجد، مرجحاً أن ترى واشنطن العامل الإيراني حافزاً على عدم التخلي عن المواقف في سوريا.ونبه إلى أنه في واشنطن سيكون هناك إغراء قوي للتخلص من المشكلة السورية من خلال التوصل إلى اتفاق مع الروس من شأنه إضفاء الشرعية على بقاء الأسد في السلطة، مشدداً على ضرورة إعادة الانخراط الأوروبي بشكل استباقي في القضية السورية.ووفق المجلس الأطلسي فهناك نوعان من خطوط العمل للنظر فيها، أولها أن عملية اللجنة الدستورية للأمم المتحدة لن تؤدي إلى أي نتيجة، ويجب السعي وراء نهج بديل، حيث تبنى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، التكتيك المعروف والمتمثل في خطوة مقابل خطوة، أي الحصول على إيماءات من نظام الأسد -على الأقل في المجال الإنساني- مقابل خدمات مختلفة من الغرب.وأكد على ضرورة أن يعمل الأوروبيون على تشجيع الولايات المتحدة ودول الخليج العربية على تطوير منصة مشتركة من الأخذ والعطاء لعرضها على موسكو، وبشكل غير مباشر على النظام السوري.واعتبر أن الخط الثاني يجب أن يتضمن اقتراحاً من جانب الأوروبيين لإعادة تقييم تقاسم الأعباء مع الولايات المتحدة، مضيفاً: إذا زاد الأوروبيون مساهمتهم في جهود تحقيق الاستقرار في الشمال الشرقي أو بدأوا جهوداً جديدة لتسهيل الحوار بين العرب والأكراد في شمال شرق سوريا وكذلك بين قوات سوريا الديمقراطية قسد وتركيا، فإن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها العسكري، وتعود للانخراط سياسياً في القضية الأوسع.وتابع، يجب تذكير صانعي القرار باستمرار بهذه الحقيقة البسيطة: إذا انتصر نظام الأسد في النهاية، فسوف يستأنف عادته في زعزعة استقرار المنطقة، حيث سيجد الإرهاب أرضاً خصبة لطفرة جديدة. وهذا مابدأت تظهر ٱثاره بشكل جلي في سوريا من خلال نمو الميليشيات الإيرانية والفصائل المتطرفة كهيئة تحرير الشام في الشمال السوري،# سوريا # باز نيوز