الولايات المتحدة تطلق حملة عسكرية جديدة ضد الحوثيين: اختلافات جوهرية وأهداف استراتيجية

واشنطن – في 25 مارس/آذار 2025، عقد معهد واشنطن منتدى سياسيًا افتراضيًا لمناقشة الحملة العسكرية الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين في اليمن. شارك في المنتدى ثلاثة من أبرز الخبراء: إليزابيث دنت، مايكل نايتس، ونعوم رايدان، حيث استعرضوا الجوانب المختلفة للحملة وأهدافها الاستراتيجية.

توسيع نطاق العمليات العسكرية

أوضحت إليزابيث دنت، الزميلة الأولى في معهد واشنطن، أن الحملة الجديدة التي أطلقتها إدارة ترامب تختلف عن الضربات الأمريكية السابقة في ثلاث نقاط رئيسية: توسيع النطاق الجغرافي للأهداف، تحقيق استدامة أكبر في العمليات، وتفويض القيادة المركزية الأمريكية للتحكم في توقيت ووتيرة الضربات.

وأشارت دنت إلى أن القرار جاء بعد هجمات الحوثيين على السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في يناير 2024، مما دفع واشنطن لإعادة النظر في استراتيجيتها تجاه الحوثيين. وأكدت على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الحملة، مشيرة إلى أهمية تعزيز عمليات اعتراض السفن التي تحاول إمداد الجماعة.

استهداف القيادة العسكرية الحوثية

من جانبه، أشار مايكل نايتس، الزميل الأول في برنامج بيرنشتاين بمعهد واشنطن، إلى أن الحملة الأمريكية تركز بشكل أساسي على استهداف كبار القادة العسكريين الحوثيين، حيث تم القضاء على 15 ضابطًا بارزًا حتى الآن. كما طالت الضربات منشآت تصنيع أسلحة تحت الأرض في محافظة صعدة، بالإضافة إلى مواقع ساحلية تهدد الملاحة الدولية.

وحذر نايتس من صعوبة إجبار الحوثيين على وقف الهجمات بشكل علني، مشيرًا إلى احتمال تصعيد الجماعة لهجماتها ضد السعودية في محاولة لاستغلال نقاط الضعف الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

تداعيات على الملاحة الدولية والاقتصاد العالمي

أما نعوم رايدان، الزميل الأول في المعهد، فقد سلط الضوء على تأثير الحملة على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن مضيق باب المندب يشهد انخفاضًا غير مسبوق في حركة النقل منذ عام 2023. كما أوضح أن بعض شركات الشحن الكبرى تفضل تجنب المرور عبر المضيق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو دولارين للبرميل بسبب استخدام طرق بحرية أطول.

وأشار رايدان إلى أن استمرار تهديد الحوثيين للممرات البحرية قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة على أوروبا ودول المنطقة، لا سيما مصر التي تعتمد ماليًا على عائدات قناة السويس.

وراى المعهد انه يظل نجاح الحملة العسكرية مرهونًا بقدرة الولايات المتحدة على استدامة العمليات بالتعاون مع حلفائها، بالإضافة إلى تكثيف الجهود لمنع إعادة تسليح الحوثيين. ومع تزايد الضغط العسكري، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الحملة ستتمكن من تقليص التهديد الحوثي بشكل جذري، أم أنها ستؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.