الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية تصدر بيانا يرفض التطبيع مع النظام السوري 

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى

بعد كل الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق الشعب السوري تتهافت بعض الأنظمة العربية لإعادة النظام السوري إلى الواجهة من جديد في ظل رفض بعض الدول لذلك التقارب ،فقد أصدرت الولايات المتحدة الأميركية وعدة دول أوروبية، يوم الخميس، بياناً مشتركاً دعت فيه إلى محاسبة النظام السوري على “فظائع ارتكبها”، مؤكدة أنها لن تطبع علاقاتها مع النظام ولن ترفع العقوبات عنه، وذلك بمناسبة الذكرى الـ12 لاندلاع الثورة السورية.

وقالت أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، في بيانٍ مشترك، إن “نظام الأسد يرتكب فظائع في حق شعبه ويسمح للإرهابيين بتهديد الأمن الإقليمي”.

وشددت الدول الأربعة على رفض المشاركة في تمويل إعادة الإعمار في سوريا قبل الوصول إلى حل سياسي مستدام، مضيفة “لن نطبع العلاقات مع نظام الأسد ولن نرفع العقوبات حتى يتحقق التقدم نحو الحل السياسي”.

وتابع البيان، “يجب على المجتمع الدولي العمل معا لمحاسبة نظام الأسد وجميع مرتكبي الانتهاكات والفظائع”.

وجاء البيان الرباعي غداة وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى موسكو، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع عقد الاجتماع الرباعي بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في 15 و 16 من آذار الجاري، لبحث خطوات التطبيع بين النظام وأنقرة، وبعد أيام من تجدد الحراك العربي الساعي للتطبيع مع النظام.

وعمل النظام السوري المعزول عربياً ودولياً منذ العام 2011، على استغلال كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 من شباط الماضي، من أجل استعادة العلاقات السياسية والإفلات من العقاب، بذريعة إيصال المساعدات الإنسانية للمنكوبين.

وعبر تغريدة على حسابه الرسمي على «تويتر»، كتب كنعاني أن «الانفتاحات الأخيرة في علاقات الدول العربية مع سوريا، وبينها زيارة وفد (اتحاد البرلمان العربي) لدمشق، بهدف إعلان التضامن معها عقب الزلزال المدمر، هي بمثابة خطوة واقعية وإيجابية على طريق التضامن الإسلامي». ودعا في تغريدة أخرى إلى اعتماد ما وصفه بـ«النهج الوطني المستقل وتجاهل رغبات الهيمنة الأجنبية»، وذلك «حتى تكون دول المنطقة قادرة على حل مشكلاتها عبر الحوار والآليات الإقليمية».

جاءت تصريحات المتحدث الإيراني عقب زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، «التضامنية» لدمشق، الاثنين، والتي عدها مراقبون «بادرة انفتاح» في العلاقات العربية – السورية، لا سيما أنها أعقبت زيارة لوفد من «اتحاد البرلمان العربي» للعاصمة السورية، تم خلالها التأكيد على «دعم عودة سوريا لمحيطها العربي»، بعد نحو 12 عاماً من تجميد عضويتها في جامعة الدول العربية.

ويرى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، في تصريحات المتحدث الإيراني «تجاوزاً دبلوماسياً»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يجوز لمتحدث طهران أن يتكلم بلسان سوريا». ويؤكد أن الدول العربية تتحرك في علاقاتها مع دمشق «من منطلق مصالحها، ولا تنتظر مباركات إيرانية». ويضيف أن هذه التصريحات تنطوي على استفزاز، لا يسهم إيجابياً في دفع العلاقات العربية – السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.