طالت الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب والاقتتال والتشريد والتهجير والإفقار أكثر من 11.8 مليون سوري. وهم يعانون. بحسب تقارير دولية، من نقص شديد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمأوى والتعليم.1 كما أدى تصاعد الصراع المسلح والاستخدام الكثيف للأسلحة الثقيلة من قبل القوات النظامية السورية ضد مواقع مدنية. إلى ارتفاع أعداد الأسخاص الذين هم بحاجة الى رعاية صحية.
حيث أن التراجع الحاد في تأمين الرعاية الصحية والأدوية للسوريين. أمر بالغ الأهمية سواء داخل سورية أو في البلدان المضيفة وسيكون له آثار عميقة وبالغة.
ولكن في الحقيقة سورية تعاني بشكل عام من واقع صحي مرير وذلك لأسباب اهمها الفساد المستشري في المشافي والمراكز الطبية كذلك خروج ألاف الأطباء خارج البلاد مما أدى إلى نقص في الكوادر الطبية بالأضافة الى توقف مصانع الدواء في سورية بسبب تداعيات قانون قيصر.
التلفزيون السوري نشر تقريراً مفصلاً عن المرضى المراجعين لمشفى الفيحاء الحكومي التابع لنظام الاسد في دمشق حيث أبدى المواطنون سخطهم من ذلك الواقع حيث قال أحدهم بأن المشفى لايوجد بها دواء ولا حتى سيرومات وعليك إذا دخلت إلى أي طبيب دفع مبلغ رشوة للمرضة. وقال آخر أن ابنتي بحاجة إلى عملية جراحية والطيب الجراح قام بتحويلي إلى مشفى خاص لإجراء العملية. وحين ذهبت إلى المشفى الخاص طلبوا مني مبلغ 20مليون ل.س تكلفة العملية وأنا لا أطيق دفع 100ألف ل.س فكيف لي أن ادفع 20مليون ل.س.
في ديرالزور لايختلف الأمر حيث حصلت وكالة BAZ على معلومات خاصة من أحد المراجعين إلى مشفى الأسد في ديرالزور. حيث قال بأن السيرومات تباع في العلن وأمام أعين الناس. وعليك دفع إلى الممرضات كي تحصل على اي إجابة او فتح قسطرة. بالإضافة إلى دفع تكاليف الأجور لأي طبيب حين يكون خارج المشفى. يتابع أدخلت طفلي المصاب بجفاف ولم أجد طبيب الأطفال. وحين سألت أحد الممرضات أجابت عليك الذهاب الى العيادة الخاصة في حي الجورة. وأدفع لي 5000 ل.س لأجراء اتصال وتسجيل لك دور متقدم حيث حين وصولك إلى العيادة سوف تدخل دون الأنتظار.
في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية لايختلف الأمر حيث الخدمات الصحية معدومة بتاتاً. كذلك الرقابة الصحية حيث على المريض حمل مبلغ مايقارب 200 الف ل.س حين مراجعة الطبيب وذلك لأسباب أهمها الطبيب جانب عيادته مخبر وتصوير اشعة بالأضافة لصيدلية. جميعها تتبع للطبيب. بعد دفع تكلفة المعاينة التي تتجاوز 10000ل.س يطلب الطبيب تحليل من المخبر وتتجاوز أسعار التحاليل 50ألف ل.س ومن ثم يطلب من المريض تصوير أشعة والتي تتجاوز كذلك 50 ألف ل.س . بعدها يتم تشخيص الحالة ويبدأ الطبيب بكتابة الوصفة ويطلب الطبيب من المريض شراء الوصفة من الصيدلية التابعة له والرجوع بحجة التأشيرة على الدواء. هنا تتجاوز أسعار الوصفة من 30 ألف ل.س ألى 80 ألف ل.س…
في الشمال السوري وداخل سيطرة المعارضة حيث وفقاً لتقرير منظمة “أطباء بلا حدود”، فإن الأطباء “أصبحوا يُصنَّفون باعتبارهم “أعداء للدولة” بسبب علاجهم المصابين في الصراع. وإن الجانبين يستخدمان المستشفيات كجزء من استراتيجية الحرب. وفيما تستهدف الغارات الجوية للقوات الحكومية منشآت طبية. بدأ مسلحو المعارضة تصنيف منشآتهم على أنها مستشفيات تابعة للجيش الحر وهو مايزيد من مخاطر التعرّض إلى هجمات. وقد أدّى هذا الاستهداف إلى نقص حاد في القوى العاملة الصحية. وخاصة من ذوي الاختصاص. وشمل النقص أيضاً الكوادر التمريضية والفنية التي كانت في معظمها من أصول ريفية. والتي لم تَعُد تستطيع الوصول إلى أماكن تقديم الخدمة. أو أنها نزحت باتجاه أصولها المناطقية بحثاً عن ملاذ آمن وخوفاً من التهديدات.
إعداد: عبدلله الجليب
تحرير: حلا مشوح