لو نظرنا إلى مايفعله النظام السوري وقارنا بينه وبين أي مجرم وسفاح من عهد فرعون ونيرون وهتلر لوجدنا أن جميع أفعالهم لاتعادل عمل يوم مما قام به النظام السوري ومما يفعله اليوم فهو يقوم بهدم الأحياء التي كانت تحت سيطرة المعارضة في دمشق بذريعة إزالة الألغام لتوفير مساحات لتشييد مبان راقية حديثة وحدائق نظيفة من أجل بناء سوريا جديدة تتناسب وأهداف إيران ومليشياتها فعمليات الهدم بالجملة لحي القابون وهو أحد ضواحي العاصمة دمشق التي يجري إزالتها ويعاد تطويرها لدرجة يصعب التعرف عليها بعد نزوح سكانها بسبب القتال أو لجوئهم إلى الخارج.
ورغم أن حي القابون بشمال شرق دمشق قاوم لسنوات نظام بشار الأسد وأُفرغه من سكانه فإنه كان لا يزال قائما عندما سيطرت عليه قوات النظام عام ٢٠١٧فمقدار الثمن الباهظ الذي دفعه القابون بسبب مقاومته كبيرا حيث استخدم جيش النظام السوري أساليب ماحقة في محو الحي بكامله بحجة تسوية المنازل بالأرض بغرض إزالة الألغام.
ويعتبر حي القابون واحدا من مناطق عديدة في أنحاء دمشق وسوريا طالها الهدم بعد أن تم تحديدها كمواقع للمصادرة ضمن خطط النظام لتعمير ما دمرته الحرب على أمل استقطاب استثمارات خارجية في قطاع العقارات وتظهر الخطط المقترحة تصورا للقابون يختلف كثيرا عما كان معروفا عنه كحي للطبقة العاملة قبل الحرب والذي لم يستطع سكانه المطالبة بأراضيهم منذ توقف القتال وحتى بعد أن أبلغت دول غربية مثل الدانمارك وبريطانيا طالبي اللجوء السوريين أن دمشق باتت آمنة
واتهم سكان الحي السابقون وجهات بحثية نظام الأسد بقيامه بتغيير تركيبته السكانية بعدما تحول إلى معقل للمعارضة المسلحة إبان الثورة
فجيش النظام وبكل وقاحة أعلن في حسابه على تويتر عن هدم قرابة ألف عقار خلال السنوات الماضية في المناطق الممتدة من درعا في الجنوب إلى حلب في الشمال حيث دأب على تبرير ذلك بأنها عمليات لنزع متفجرات خلفتها الجماعات الإرهابية وراءها .هذا هو جيش الأسد وهذا هو نظام الإجرام الذي لم يترك فعلا دنيئا إلا وقد طبقه على الشعب السوري.