الموظفون في القطاع الحكومي منذ سنوات عديدة يقبضون رواتبهم ومعاشاتهم من خلال ماكينات الصراف الآلي لكن الموظفين في الفترة الأخيرة أصبحوا يعانون من الوقوف لفترة طويلة حتى يتمكنوا من سحب المبالغ من أجهزة الصراف الآلي كون معظم الصرافات المالية الآلية معطلة أو تعمل ببطء في بداية كل شهر تبدأ رحلة بحث الموظفين عن صراف آلي تابع للمصرف التجاري السوري للحصول على رواتبهم ليتفاجؤوا أن معظم الصرافات خارجة عن الخدمة مما يضطرهم للبحث عن أجهزة صراف آلي تعمل وهذا يكلفهم حتما أجور مادية إضافية للنقل والتنقل خاصة وأن أجور المواصلات مرتفعة مقارنة برواتب الموظفين.
فمعظم الصرافات الآلية في المزة والقصاع والعباسيين والبرامكة خارج الخدمة فيما أكد مواطنون أن معظم الصرافات في دمشق خارج الخدمة وأنهم يدفعون نصف الراتب مقابل المواصلات بحثا عن صراف يعمل
فمشكلة الصرافات الخارجة عن الخدمة ليست جديدة لكن كيف تخرج معظمها عن الخدمة بوقت واحد دون أن يتم إصلاح الأعطال فمثلا هناك صرافات في المزة فيلات غربية متوقفة عن العمل منذ ما يقارب السنة.
و هذه المشكلة تتكرر منذ ١٠ أعوام وتعود لنفس الأسباب القديمة والتي هي انقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب في خروج كثير من الصرافات عن العمل والشبكة التي يتم تغذيتها عبر خط مباشر من المقسم ففي حال انقطاع التيار الكهربائي بأحد النقاط المغذية تفقد الشبكة لذلك يمكن أن يكون الصراف مغذى بالكهرباء دون توفر الشبكة
وعدم وجود قطع تبديل للصرافات المعطلة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري وعدم قبول الشركة لصيانتها علما أنه تتم تغذية الصرافات بشكل مستمر و بسبب تقنين الطاقة يتم إغلاق العديد من أجهزة الصراف الآلي مما يدفع بعض البنوك إلى إعادة توزيع أجهزة الصراف الآلي الخاصة بها وتجميعها في مناطق محددة مثل البنك العقاري ركب ٣٣ صرافا في صالة المصرف بمقر الإدارة في ساحة المحافظة
وكذلك قضية ندرة المركبات لنقل الأموال ويتم استبدالها بطريقة محفوفة بالمخاطر للأموال من خلال السيارات العامة أو سيارات بعض المديرين وأحيانا بالدراجات النارية بالإضافة إلى ذلك فإن المشكلة الأخيرة هي قلة الكوادر البشرية العاملة في تغذية وصيانة وتشغيل أجهزة الصراف الآلي.
ففي سوريا يعد أول الشهر موعد لسباق ماراثوني إذ يندفع الموظفون في شوارع دمشق بحثا عن ماكينة صراف آلي تعمل حيث إن أجهزة الصراف الآلي المتوقفة عن العمل أصبحت مشكلة تقليدية تظهر في مقدمة كل شهر.
رغم أنه يمكن التعامل مع العديد من مشاكل عمل الصرافات أو التخفيف من حدتها إلا أن العاملين في البنوك أكدوا أن النظام ليس لديه رغبة جادة في حل هذا الملف وأن كل ما يتم في هذا الشأن هو التأجيل حتى يتحقق حلم الدفع الإلكتروني
فانخفاض عدد أجهزة الصرافات مقارنة بالخدمة المطلوبة في سوريا غير كافية فحاليا لا يتجاوز عدد الصرافات العاملة في كل من التجاري السوري والعقاري ٥٠٠ صراف بشكل فعلي في حين أن المطلوب حوالي ٥ آلاف صراف لتحسين هذه الخدمة.
وأحد المشاكل هو حجم التضخم وضرورة سحب حوالي ١٠٠ ورقة نقدية من فئة ألفي ليرة أما عالميا إذا كنت تريد سحب ألف دولار فما عليك سوى سحب عشرة أوراق نقدية من فئة ١٠٠ دولار.
وقد حددت معظم الدول التعامل مع النقد تقريبا حيث انخفض معدل التعامل معه في بعض البلدان إلى ٢ بالمئة في حين ما يزال التعامل بالكاش في سوريا قائما ويقوم معظم السكان بسحب المبلغ بالكامل نقدا من أجهزة الصراف الآلي.
يشار إلى أن حجم سحوبات المتعاملين مع المصرف التجاري السوري من الصرافات الآلية المناطق تجاوز ٢٣ مليار ليرة سورية بعدد حركات كلية تقدر بنحو ٣٥٠ ألف حركة وذلك خلال عطلة عيد الفطر الذي مضى فمتى تحل هذه المشكلة.