ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
بعد سيطرة النظام السوري والمليشيات الإيرانية على دير الزور راحت تقدم إيران نفسها للمجتمع المحلي في دير الزور، وتعمل للتقرب منه عبر نشاطات ثقافية وخدمات، تغلفها بطابع إنساني، إلا أنها ترمي من ورائها إلى بسط السيطرة.
ويشكل المركز الثقافي الإيراني نموذجًا للجهات التي تنشط داخل دير الزور، إذ افتتح المركز فروعًا له في مختلف مدن الدير، وادعى مديره السابق، أبو صادق، في حديث لقناة النظام سما، أن هدف المركز رسم الفرح على وجوه أبناء دير الزور وأطفالها، وتعهّد بإقامة المزيد من المهرجانات في مدن البوكمال والميادين بريف دير الزور .
ويشارك المركز في معظم الفعاليات المدنية مثل عيد الأم، حيث شارك مدير المركز في حفل لتكريم الأمهات كان قد نظمه المركز بالتعاون مع دير الزور، كما كرّم المركز عددًا من الأطفال. وقال مدير المركز خلال الاحتفال، إن ما تقوم به الجمهورية العربية السورية يدخل في باب الواجب الديني الإسلامي في الوقوف مع المستضعفين ومساعدتهم.
لكن بحقيقة الواقع إيران تسعى لتجذير مشروعها ضمن الحاضنة الشعبية من خلال هذه النشاطات بشكل موازٍ لنشاطها العسكري عبر الميليشيات التي قد ترحل في يوم ما عن سوريا، خصوصًا إذا تم التوصل إلى حل سياسي ينص على خروج تلك الميليشيات من سوريا، وهي خطوة يبدو أن إيران تستبق الوصول إليها من خلال العمل على تأسيس وجود طويل الأمد.
ونادرًا ما تروّج إيران لأنشطتها في دير الزور إعلاميًا، وخصوصًا عبر وسائل إعلامها الموجهة للجمهور العربي والعالمي، كما تقدم منحًا دراسية وخدمات اجتماعية وإغاثية وطبية للسكان المحليين، عن طريق المراكز الثقافية الإيرانية، إلى جانب جمعيات تنسق مع الأخيرة، ويكشف عن أهداف أخرى لإيران من خلال عملها المدني على الأرض مستغلة قوتها العسكرية
وقد أُسس المركز الثقافي الإيراني في دير الزور منتصف عام 2018، بعدما يقارب العام من سيطرة النظام السوري والميليشيات الموالية لإيران على المدينة وبدأ نشاطه الفعلي بداية عام 2019 .
وأنشأت إيران ثلاثة مراكز ثقافية أساسية في مدن دير الزور والميادين والبوكمال، وتعتبر الأنشط من حيث الفعاليات التي تُقام واهتمام المسؤولين الإيرانيين، إضافة إلى وجود مراكز فرعية في مناطق أخرى غربي دير الزور كبلدة التبني.
وتتفرع أنشطة المركز الثقافي الإيراني في دير الزور إلى أكثر من مجال، منها الثقافي الديني، والصحي والإغاثي، والتعليمي.
و إيران تسعى إلى تغيير معالم دير الزور ذات الطابع العشائري السنّي من خلال إنشاء مثل هذه المراكز، التي تغلغلت في عدة قطاعات أبرزها قطاع التربية، لما له من دور أساسي في غسل أدمغة الأطفال والفتية، واستبدال عقائد الفكر الشيعي وثورة خامنئي بها.
ونشرت شبكات مهتمة بتغطية أحداث دير الزور، في 26 من آذار الماضي، صورًا قالت إنها لفعالية تكريم المعلمين التي أجراها المركز الثقافي الإيراني بمديرية تربية دير الزور، بغية التقرب من الأهالي والتغلغل بهم لتغيير عقيدتهم.
وتحدثت الشبكات عن تكريم الشخصيات ذاتها التي كرّمها المركز خلال احتفالات العامين السابقين، ما يعكس عبثية الفعالية وإقامتها من قبل المركز الثقافي فقط لغايات الظهور بمظهر المهتم بأمور البلد.
وكل مخططات إيران هي إيجار حاضنة داعمة لها في دير الزور التي لم تكن يوما سوى بلدا سنيا خالصا منذ فجر التاريخ.