المرض الصامت: هشاشة العظام او تخلخل العظم، اسبابه، اعراضه وطرق الوقاية منه،،

العظام عبارة عن نسيج ضام صلب وهي المكون الرئيسي لكل الحيوانات الفقارية وتبدو العظام أنها بلا حياة لكنها في الحقيقة بناء حركي مكون من أنسجة حية كخلايا العظام والخلايا الدهنية والأوعية الدموية ومواد غير حية، والعظام تلعب دوراً حيوياً لدى الفقاريات لأنها تشكل هيئة الجسم وتحمله وتكوين هيئته وترتبط بها العضلات وترفعها وتجعلها تتحرك، وكثير من العظام تحمي الأعضاء اللينة والداخلية بالجسم، فالجمجمة تحمي المخ والقفص الصدري يحمي القلب والرئة والعظام لها دور وظيفي في تخزين الكالسيوم اللازم للأعصاب وخلايا العضلات والنخاع العظمي مكان صنع خلايا الدم الحمراء، وبعض خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. وجسم الإنسان البالغ مكون من 206 عظمة تشكل 14% من وزن الجسم وأطول وأقوى عظمة هي عظمة الفخذ وأصغر عظمة هي عظم الركاب وهو أحد العظام (العظيمات) الموجود في الأذن الوسطى.
وعملية ترسيب الكالسيوم بالعظام أو انطلاقه بالدم ينظمها النشاط الهورموني والفيتامينات وحاجة الجسم للكالسيوم سواء بالدم أو العظام ويلعب فيتامين د دورا في امتصاص الكالسيوم في الجهاز الهضمي والكلي وحمله بالدم لأنه يتحول لمادة تتحد مع الكالسيوم لتحمله بالدم وتوصله للعظام، ويمكن الحصول عليه من اللبن ومنتجاته ومن الأسماك البحرية المعلبة أوالطازجة ويمكن للجسم الحصول عليه من اشعة الشمس، كما أن هورمون الغدة فوق الدرقية التي بالرقبة مع فيتامين د ينظم معدلات الكالسيوم ويشارك في تكوين العظام وزيادة الكالسيوم بالدم حسب الحاجة له.

وهناك هورمون كالسيتونين calcitonin الذي يقوم بتنظيم معدلات الكالسيوم بالدم وكثرته تقلل فقدان العظام للكالسيوم، وهورمون الغدة الدرقية Thyroid Hormone يساهم في تشكيل العظام وفي حالة زيادته كما في حالة زيادة إفراز الغدة الدرقية hyperthyroidism، تفقد شبكية العظام كما أن هورمون إستروجين Estrogen الذي يفرزه المبيضان لدي المرأة يقلل من ذوبان الكالسيوم بالعظام وينشط نموها، وخلال العمر يتكسر النسيج العظمي ويحل محله نسيج جديد حسب حاجة الجسم، والكالسيوم أحد مكونات الدم فلو قل به معدله، يستعوض من العظام.
وأثناء الطفولة واليفوعة كثير من الأنسجة العظمية تترسب لأن الهيكل العظمي للجسم ينمو في الحجم ويقوي وفي حالة البلوغ يبدأ العظم يتحلل ببطء حتي يبلغ الوهن مما يعرضه للكسر ولتلافي هذا يكون بتناول الطعام الغني بالكالسيوم والفوسفور وفيتامين د مع ممارسة الرياضة طوال سنوات العمر كما أن الهورمونات كهورمون النمو والغدة فوق الدرقية والكالسيتونين والهورمونات الجنسية كلها تؤثر علي نمو العظام.

هشاشة العظام او تخلخل العظم باللاتينية (osteoporosis)، هو مرض روماتيزمي سببه انخفاض في كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي وهي حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين، تكون مصحوبة لآلام شديدة، وتجعلهم معرضين للكسور.
وللتعرف على أسباب هذا المرض يتطلب معرفة دور التمثيل الغذائي بالجسم وكيفية تنظيم الكالسيوم والهرمونات  والفيتامينات به وتكوين الهيكل العظمي الذي يحمي الجسم.
كما يعتبر هذا الهيكل مخزناً للكالسيوم الذي له وظيفة حيوية في نشاط الخلايا ووظائف القلب والاتصال بين الأعصاب، وهذا يتطلب وجوده بنسبة كافية بالدم لهذا الغرض الوظيفي.
فلو قل عن معدله به يستعوضه الدم من المخزون بالعظام، وكلما تقدم بنا العمر كلما قلت كتلته في العظام، لأن الهيكل العظمي يفقد كتلته بمعدل 0,3% لدى الرجل و0,5% لدى المرأة سنوياً وهذا الفقدان يقع في منتصف سن العشرينات ويزداد المعدل فوق سن الأربعين، ولا سيما بعد انقطاع الطمث حيث يزداد معدل الفقدان ليصبح 2-3 % سنويا لتصبح العظام هشة رقراقة مما يعرضها للكسر بسهولة.

تُسبِّب هشاشة العظام ضعف العظام وهشتها لدرجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يسبّب كسورًا، وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري.
يَحدُث مرض هشاشة العظام عندما لا يُواكِب خَلْق عظام جديدة فَقْد العظام القديمة.
تصيب هشاشة العظام على الرجال والنساء من جميع الأعراق. لكنَّ النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس، هنَّ الأكثر عرضة للخطر.
يُمكن أن تُساعد الأدوية، والنظام الغذائي الصحي، وتمارين رفع الأثقال في منع خسارة العظام أو تقوية العظام الضعيفة بالفعل.
لا تظهر عادةً أي أعراض في المراحل المبكرة من انخفاض كثافة العظام ولكن بمجرد ضعف العظام نتيجة الإصابة بهشاشة العظام، قد تظهر عليك المؤشرات والأعراض التالية:
ألم الظهر نتيجة كسر الفقرات العظمية أو تآكلها، قصرالقامة بمرور الوقت، انحناء الجسم ،سهولة الإصابة بكسور العظام عن المعدل المتوقع.
تعتمد احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام جزئيًّا على مقدار الكتلة العظمية التي اكتسبتها عليها خلال شبابك، تتحكم العوامل الوراثية في ذروة كتلة العظام إلى حدٍّ ما، وتختلف أيضًا باختلاف كل مجموعة عرقية فكلما اكتسبت كتلة عظمية أكثر، زادت كثافة العظام لديك، وانخفضت احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام مع تقدمكَ في العمر.
يُوجد عدد من العوامل التي تَزيد من احتمالية إصابتكَ بهشاشة العظام وتشمل العمر، والعرق، والخيارات الحياتية الصحية، والحالات الطبية والعلاجات.
تخرج بعض عوامل خطورة الإصابة بهشاشة العظام عن نطاق سيطرتك،  مثلاً تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال وكلما تقدَّم العمر، زادت خطورة الإصابة بهشاشة العظام.
كما يزيد خطر إصابتك بهشاشة العظام إذا كنت من ذوي البشرة البيضاء أو من أصل آسيوي.
بالإضافة الى إن إصابة أحد الوالدين أو الإخوة أو الأخوات بهشاشة العظام يعرضك لقدر أكبر من الخطورة، لا سيما إذا كان والدك أو والدتك قد سبق وتعرض لكسر في الوِرك.
ويُعد الرجال والنساء أصحاب القوام الصغير أكثر عرضةً لهذه الخطورة، لأن كتلة العظام لديهم عادةً ما تكون أقل وتتناقص مع تقدمهم في العمر.
تشيع هشاشة العظام بنسبة أكبر بين الأشخاص الذين تزيد أو تقل مستويات الهرمونات في دمهم عما ينبغي. ومن أمثلتها:
الهرمونات الجنسية: يغلب على انخفاض الهرمونات الجنسية أن يؤدي إلى ضعف العظام، يُعد انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء عند انقطاع الطمث أحد أقوى عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام، يرجح كذلك أن تكون علاجات سرطان البروستاتا التي تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال وعلاجات سرطان الثدي التي تقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء سببًا في مسارعة الإصابة بفقدان العظام.
مشكلات الغدة الدرقية:  يمكن أن يسبب فرط هرمون الغدة الدرقية فقدان العظم، وقد يحدث هذا في حال كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو إذا كنت تتلقى الكثر من أدوية هرمون الغدة الدرقية لعلاج قصورها.
الغدد الاخرى:  ترتبط الإصابة بهشاشة العظام كذلك بفرط نشاط الغدة الجار درقية والغدد الكظرية.

تزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام لدى الأشخاصِ الذين يشكون من نقص في تناول الكالسيوم ، يلعبُ انخفاضُ الكالسيومِ مدى الحياةِ دورًا في الإصابةِ بهشاشةِ العظام. يسهم انخفاض مدخول الكالسيوم في خفض كثافة العظام، والفقدان المبكر للعظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
كما ان اضطراب الشهية يُضعف تقييدُ تناوُلِ الطعامِ بشدَّةٍ والبقاءُ تحت الوزنِ الطبيعيِّ العظامَ في كلٍ من الرجالِ والنساء.
وجراحة الجهاز العظمي ايضاً تُحدِّد الجراحةُ لتقليلِ حجمِ معدتكَ أو إزالةِ جزءٍ من الأمعاءِ كميةَ مساحةِ السطحِ المُتاحة لامتصاصِ العناصرِ المغذية بما في ذلك الكالسيوم. تشمل هذه العمليات الجراحية تلك التي تساعدك على إنقاص الوزن وعلاج الاضطرابات المَعدية المعوية الأخرى.
الستيروئيدات والادوية الأخرى:
إن العلاج طويل المدى بأدوية الكورتيكوستيرويدات، سواء عن طريق الفم أو الحقن مثل البريدنيزون والكورتيزون، يتعارض مع عملية إعادة بناء العظام كما ترتبط هشاشة العظام أيضًا بتناوُل أدوية لمكافحة الأمراض التالية أو الوقاية منها:
النوبات المرضية، الارتجاع المعدي، السرطان،رفض زرع الاعضاء والسرطان.
يكون خطر الإصابة بهشاشة العظام أعلى في الأشخاص الذين لديهم مشاكل طبية معينة مثل: الداء البطني، مرض الامعاء الالتهابي، امراض الكلى او الكبد، السرطان، الورم النقوي المتعدد والتهاب المفاصل.
يمكن ان تزيد بعض العادات السيئة من خطر الإصابة بهشاشة العظام مثل: الأشخاص الذين يقضون الكثير من الوقت في الجلوس يكونون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنةً بالأشخاص الأكثر نشاطًا ،أي تمرينات للوزن والأنشطة التي تعزز التوازن والموقف الجيد تعود بالنفع على عظامك، ولكن المشي والجري والقفز والرقص ورفع الأثقال تبدو مفيدة بشكل خاص.
الإفراط في تناول الكحوليات:  يزيد الاستهلاك المنتظم لأكثر من مشروبين كحوليين في اليوم من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
تعاطي التبغ: لم يتضح الأثر الفعلي لتعاطي التبغ في الإصابة بهشاشة العظام، ولكن ثبت أنه يسهم في إضعافها.

يمكن للأشخاص وقاية نفسهم من خلال التغذية الجيدة وممارسة التمارين الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة العظام طوال الحياة.

إعداد: نالين عجو

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.