سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
مع انتشار المخدرات في سوريا، وتوسع فئات متعاطي المواد المخدرة خلال السنوات الأخيرة، بدأت بعض المدارس تتحول إلى ملجأ لمتعاطي المخدرات في دمشق، وفق تقارير أعدتها منظمات معنية.
فمنظمة “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، ذكرت في تقرير أن: “عددا من الشبان والمراهقين في مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، الذين يتعاطون المواد المخدرة يستغلون عطلة المدارس وإغلاقها في العطلة الصيفية، وخلوها من الموظفين والطلاب للدخول إليها وتعاطي المواد المخدرة داخلها كالحشيش والحبوب المخدرة، وذلك بعيدا عن مراقبة الأهالي ونظرات المارة“.
فالشبان يختارون المدارس التي تقل حولها الأبنية السكنية، ولا تطل على باحاتها أي أسطح أو نوافذ للمنازل، ويقومون بالقفز من على أسوارها وأبوابها للدخول إليها بهدف تعاطي المخدرات.
ونقلت المنظمة شكاوى الأهالي المجاورين لتلك المدارس، حيث عبروا عن استيائهم من انتشار هذه الظاهرة مؤخرا، وأكدوا أن بعض الشبان أصبحوا يدخلون المدراس نهارا دون الخوف من المساءلة أو العقاب، مطالبين الجهات المعنية والسلطات المختصة بملاحقة هؤلاء الشبان واتخاذ تدابير رادعة وصارمة اتجاههم، خاصة أن دخولهم إلى المدارس للتعاطي يرافقها عمليات سرقة لإثاث، ومحتويات المؤسسات التعليمية.
ويؤكد تقرير المنظمة، تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في مخيم “الحسينية“، بين فئات الشباب والأطفال خاصة في السنوات الأخيرة، وباتت هذه الظاهرة الدخيلة تلقي بظلالها على السكان عموما، حيث الخشية على الأبناء والبنات في المدارس والجامعات تلاحق الآباء.
وتعاطي المخدرات، يعرف عموما على أنه حالة تنتج عن الاستخدام المستمر والمتجاوز لمادة معينة طبيعية أو اصطناعية والتي تسبب تسمما دوريا ومزمنا ضارا بالفرد والمجتمع، ومثل هذه المادة لها مجموعة من التأثيرات النفسية مثل التغيرات في مزاج الشخص وفكره وإدراكه وسلوكه، من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
وتعاطي المخدرات سواء بشكل غير قانوني أو بوصفة طبية لا يؤدي إلى حالة من الإدمان، هناك خط رفيع بين الاستخدام المنتظم للمخدرات والإدمان، ولا يزال بإمكان عدد قليل من متعاطي المخدرات التعرف على تجاوزهم لهذا الخط.
وتعاطي المخدرات يعد مشكلة منتشرة في مختلف البلدان، وتؤثر على كل مجتمع وعائلة تقريبا بطرق مختلفة، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية خلال عام واحد، تعاطى أكثر من ٢٧٥ مليون شخص حول العالم الأدوية مرة واحدة على الأقل، وهو ما يعادل تقريبًا ٥.٦ بالمئة من سكان العالم الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ٦٤ عاما.
وعلى مدى القرن الماضي تم اقتراح العديد من النظريات لوصف مسببات تعاطي المخدرات، وثبت أن الحياة الأسرية المضطربة، تبدو عامل خطر رئيسي لتعاطي المخدرات من قِبل بعض الشباب، وعلاوة على ذلك، قد يكون تأثير مجموعات الأقران، والذي يكون قويا عادة خلال سنوات تكوين الشباب، أقوى من تأثير الآباء في بعض الحالات.
وفي سوريا، وتحديدا خلال العقد الماضي وأثناء الثورة السورية كانت هناك مجموعة كبيرة من الشباب الذين كانوا يتعاطون المواد الأفيونية، كما وجدت دراسة شملت السوريين الذين فروا إلى العراق، أن حوالي نصف المستجيبين، تناولوا أكثر من خمسة مشروبات كحولية في الأسبوع.
وحتى الآن، لا يتوفر الرقم الدقيق حول استخدام العقاقير غير المشروعة، ولكن ربما يكون قد زاد بسبب زيادة إنتاج وتجارة المخدرات غير المشروعة نتيجة للأزمة، إلا أن التصريحات الحكومية تفيد بأن هناك حوالي ٢٠٠٠ شخص يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات في سوريا، معظمهم من الشباب.
وعمليات ضبط المخدرات الكبرى في المملكة العربية السعودية ولبنان والأردن وأماكن أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ نيسان الفائت، تشير إلى النمو الهائل في الاتجار الإقليمي لعقار “الكبتاغون” وخاصة في سوريا.
ارتفاع حالات الإدمان في سوريا بكافة أنواعها في معظم الفئات العمرية، لا سيما الشباب، من كلا الجنسين، خاصة خلال سنوات الثورة، هو ما أكده مدير مشفى “ابن رشد” للأمراض النفسية، الدكتور غاندي فرح، في تصريح رسمي، لصحيفة محلية.