اللغة الكردية في يوم عيدها بين عصور حاول الطغاة محوها عن الوجود

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيشى

اللغة هي هوية الإنسان، هناك صراع عبر التاريخ والكثير من الشعوب حافظت على عاداتها وثقافاتها عبر اللغة، وهناك كثير من اللغات انصهرت على مر التاريخ لكن اللغة الكردية حافظت على نفسها.

ويرجع أصل اللغة الكردية حسب المؤرخين إلى 5000 عام ق.م وتنتمي إلى مجموعة اللغات الهندو-أوربية، التي تضم عدة مجموعات من لغات آسيا كالفارسية وأوروبا كالإنجليزية. ويقدر عدد المتحدثين بها بأكثر من 30 مليون نسمة.

والكرد ناضلوا عبر سنين للحفاظ على قيمهم الإنسانية، في السابق فقد كان النظام البعثي يضطهد الأكراد ولم يمنحهم الحقوق الثقافية،كما بقية الشعب السوري ،فقد كانوا يعانون الأمرين في المدارس والمؤسسات الحكومية.

يصادف اليوم 15 أيار يوم اللغة الكردية الذي يحتفل فيه الأكراد في العالم وفي سوريا بلغتهم الكردية الأم التي منعهم النظام من تعلمها والتحدث بها طيلة عقود مضت، كما يحتفلون بصدور أول مجلة باللغة الكردية تصدر في العاصمة السورية دمشق عام 1932، ويؤكدون خلال احتفالهم في هذا اليوم من كل عام على استمرارهم بالتمسك بلغتهم و هويتهم وحقوقهم التي سلبها النظام على مر سنوات حكمه.

الشعب الكردي غني بثقافته وهو جزء من الشعب السوري ولا بد في المستقبل أن يكون هناك تغيير في الدستور السوري وأن يعترف باللغة الكردية كلغة ثانية في البلاد، يجب أن يكون هناك حقوق ثقافية لكل مكونات الشعب السوري.

فاللغة هي عامل السلام والمعرفة بين الشعوب، ونبارك للشعب الكردي في هذا اليوم.

يشار بأن النظام رفض خلال السنوات الماضية من حكمه بالاعتراف بحقوق المكون الكردي في تعلم اللغة الكردية ورفض تدريس اللغة ضمن المناهج الدراسية كما رفض منح أبناء المكون الكردي حقوقهم في الهوية ونشر الثقافة واضطهادهم قبل بداية الثورة السورية عام 2011 التي كانت نقطة تحول بالنسبة للقضية الكردية في سوريا.

منذ آلاف السنين كان الشعب الكردي مضطهد ومسلوب حقوقه إن كانت تاريخياً او ثقافياً او لغوياً، و هو شعب مكافح في كل مرحلة تاريخية وهناك صفحة كردية و للمقاومة التي بذلوها واستشهد الكثير في الثورات دفاعاً عن حقوقهم المشروعة في تعلم لغتهم الأم، و معروفة تاريخهم وثقافتهم التي دمرت بين أيادي سلطات و احتلال ، وكان تعلم اللغة الكردية في سوريا ممنوع من قبل النظام، وكان كل من يتعلم اللغة الكردية ينتهي مصيره في السجون.

النظام السوري لم يتنازل عن تفكيره السلطوي البعثي لأنه له أهداف ثلاثة هي الوحدة الحرية الإشتراكية وأن الوطن العربي بما فيه سوريا يجب أن يتكلم فقط العربية ولا مجال لأي لغة أخرى هنا، وفي ظل الثورة السورية أصبح حلم آلاف السنين محققاً وأصبح يتعلم ويتكلم بلغته الأم وبدأت بعض المناطق بتعلم الأحرف ثم دخلنا المدارس و ثم تم بناء المعاهد والأكاديميات باللغة الكردية الأم وأصبحت تدرس في المعاهد ثم درست في الجامعات باللغة الأم.

وأصبح من الذين يتكلمون بلغتهم الأم بطلاقة وبدون أي قيود أو خوف ولا زلوا مستمرين في تعليم والتعلم ولدفع أجيالهم نحو مستقبل زاهر ليبني جيل حر بدون أي قيود وسيعمل ويستمر في العمل ليبني أجيالا أخرى ومهما كان الثمن فالشعب الكردي يدافع ويكافح من أجل قضيته ولغته وتاريخه ،خاصة من أجل دماء شهدائنا الذين دافعوا عن الأرض بدمائهم.

وتضم للغة الكردية العديد من اللهجات أهمها الکرمانجیة الشمالیة، الكرمانجية‌ الوسطی، الكرمانجیة الجنوبیة والكورانیة التي تتفرع بدورها إلى العديد من اللهجات المحلية حيث تصل الآن إلى 18 لهجة. تتكون الأبجدية الكردية من ثلاث أنظمة إذ نجد الأبجدية السورانية التي تستعمل الكتابة بالأبجدية العربية وتضم 38 حرفا وتُستعمل في إيران والعراق، وتوجد اللغة الكردية المكتوبة بالحروف اللاتينية في تركيا وسوريا. كما توجد كذلك الأبجدية السريلية التي تستعمل الحروف السريلية الخاصة وعددها 32 حرفا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.