العملية العسكرية التركية في سوريا، مرهونة بالمصالح المشتركة مابين تركيا وروسيا وامريكا، والنظام خارج اللعبة

عدم التدخل الأمريكي بشكل معلن فيما يخص بدء العملية العسكرية التركية أثار الكثير من المخاوف لدى قوات سوريا الديمقراطية، وجعلها تلجأ إلى الروس والنظام السوري بشكل متسارع مع عدم رؤيتها من أي بوادر للحل تلوح في الأفق، فالإصرار التركي على العملية العسكرية دخل في مرحلة الحرب النفسية خصوصاً مع ضبابية الموقف الأمريكي إزاء هذه التهديدات، ولكن يبدو أن ملامح الحل بالنسبة لتركيا بدأت تلوح في الأفق فيما يتعلق بمطالبها وهو أبعاد قوات سوريا الديمقراطي لمسافة معينة، وهذا ماتوضحه المناورات العسكرية التي تحصل في الوقت الحالي بالقرب من خطوط التماس، وحضور روسيا القوي خلافاً للسنوات المنصرمة فهي تدرك جيداً معنى خسارة تركيا عضو الناتو المهم بالنسبة لها لذلك هي تعمل جاهدة بضوء أخضر أمريكي لإنشاء توازن في المصالح المشتركة مابينها وبين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، أن أي حشود عسكرية في شمال شرق وشمال غرب سوريا، سواء تركية أو روسية أو حتى لقوات النظام، لا تجري سوى من خلال مركز التنسيق الروسي التركي، مع إعلام الطرف الأميركي بذلك وبالنسبة لروسيا فهي تتفهم تماماً حساسية الوضع في الشمال السوري بالنسبة للجانب التركي وأمنه القومي، ويدأب الجانب التركي على إخلاء هذه المناطق إلى مسافة ٣٠ كيلومتراً من أي مسلّحين أكراد، وهو ما سوف يحدث على الأغلب، وبالتأكيد لن يحصل أي صدام عسكري روسي تركي أميركي والغاية من كل تلك الحشود والمناورات في تلك المناطق إنما تأتي ضمن خطط منسّقة مرتبطة بتصفية العناصر والمجموعات الإرهابية المتواجدة هناك من تنظيم داعش وغيرها من الفصائل المصنفة على قائمة المجموعات المتطرفة والإرهابية، وفي نهاية المطاف ترى تركيا بأنها قادرة على شن عملياتها العسكرية بأي وقت تريد ولكن تبقى الدبلوماسية والاتفاق مع روسيا وامريكا هي الخيار الأفضل والأنسب لتركيا بما أن الغاية من تأمين حدودها ستنفذ وتضمن حماية أمنها القومي على حسب زعمها،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.