أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، أن بلاده ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في البلاد.
جاء ذلك بعد أيام من ضربات أمريكية لمواقع عراقية عدّتها السلطات “عدائية ومساسًا بالسيادة”.
وقال السوداني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز الذي يزور العاصمة بغداد لبحث تطوير العلاقات بين البلدين، إن “الحكومة العراقية في طور إعادة ترتيب العلاقة في ظل قوات عراقية متمكنة”، مؤكداً أنها “ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي” في العراق.
وأضاف: “أكدنا على أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود، والذي يجب أن يكون ضمن إطار الدعم للقوات الأمنية في مجالات التدريب، وأن لا يتجاوز حد القيام بأعمال عسكرية كونها تمثل مساسًا بالسيادة العراقية وهو أمر مرفوض”.
ويأتي إعلان السودان بعد أيام من تصاعد التوترات بين العراق والولايات المتحدة، على خلفية ضربات أمريكية لمواقع عراقية عدّتها السلطات “عدائية ومساسًا بالسيادة”.
وفي وقت سابق الخميس، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الكونغرس، أن إدارته ردت على الهجمات المتزايدة مؤخرًا على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا “في إطار القانون الدولي” وأنها مستعدة لاتخاذ المزيد من الخطوات عند الضرورة.
وكانت الولايات المتحدة قد استهدفت، يوم الثلاثاء، 3 منشآت تابعة لـ “كتائب حزب الله” في العراق، ردا على هجوم طال قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.
وبينما أكدت السلطات الأمريكية حينها أن الاستهداف لم يمسّ بأي مدني، أدانته الحكومة العراقية في بيان ووصفته بأنه “فعل عدائي واضح ومساس مرفوض بالسيادة العراقية”، مؤكدةً أنه “أدى إلى استشهاد منتسب (للقوات العراقية) وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون”.
ومساء الاثنين، أفادت وكالة الأنباء العراقية نقلا عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء قوات خاصة يحيى رسول، بوقوع إصابات وتعطل العمل في مطار أربيل المدني (شمال)، إثر “سقوط طائرة مسيرة مفخخة بالقرب من المطار”.
وسبق أن أعلن تشكيل يسمى “المقاومة الإسلامية العراقية”، المعروف بأنه أحد المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، في بيانات، تنفيذه هجمات على قاعدة التحالف في مطاري “عين الأسد” و”أربيل” غربي العراق، وكذلك على تل البيدر شمال سوريا، وقاعدة التنف جنوب سوريا، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.
مصير التحالف في سوريا
يبدو أن إعلان العراق إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، سيؤثر بشكل كبير على مصير التحالف في سوريا، حيث تنتشر قوات التحالف في عدد من القواعد العسكرية في البلاد، بقيادة الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن إعلان العراق سيدفع المليشيات الموالية لإيران في سوريا إلى تصعيد هجماتها على القواعد الأمريكية، مما قد يؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق، أنها تنوي سحب قواتها من سوريا، لكنها تراجعت عن هذا القرار بعد تصاعد التوترات مع روسيا.
وقبل تصريح السوداني اعلن التحالف الدولي في تغريدة ان تنظيم داعش تراجع خلال العام وأصبح وجوده لا يشكل تهديد
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة ستسعى إلى الحفاظ على وجودها في سوريا، من خلال التنسيق مع روسيا، أو من خلال الاعتماد على قوات حليفة لها في المنطقة، مثل تركيا.
ولكن في حال استمرت الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا، فمن المرجح أن تضطر الولايات المتحدة إلى الانسحاب من البلاد، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على توازنات القوى في المنطقة.