مع بدایة الحرب السوریة اطلعت ایران بدور إجرامي مساند لقوات النظام السوري منذ أول یوم للاحتجاجات في سوریا على كافة الأصعدة، ھذا الدور یتعاظم وتشتد وترعرع عام بعد عام ،خاصة مع وجود تساھل دولي مع الدور الإيراني، خاصة مع تركيز العالم على الحرب على الإرھاب ، متناسیا دور النظام السوري وایران الذي لا یقل إجراما وخطرا، حیث ارتكبت قوات النظام السوري وإیران بدعم روسي افظع المجازر في التاریخ الحدیث راح ضحیتھا مئات آلاف السوریین حیث قالت مفوضة الأمم المتحدة السامیة لحقوق الإنسان میشیل باشیلیت، “إن عدد قتلى سوریا المؤكد بلغ نحو ٣٥٠ألف شخص، وإن الرقم الحقیقي أعلى بكثیر . “في حین تقدر بعض المصادر المحلیة ان العدد وصل إلى ملیون قتیل، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحرب أسفرت عن إصابة ٢.١ ملیون شخص بإصابات تسببت لكثیر منھم بإعاقات دائمة، وتم تھجیر ١٣ ملیون شخص إلى مناطق اللجوء والنزوح داخل البلاد وخارجھا ما خلق أزمة غذاء ولجوء أنسانیة مستمرة، ھذه الأعداد الملیونیة مخفیة بالنسبة لشعب كان تعداده ٢٠ ملیون فقط قبل الحرب، ویتحمل كامل المسؤلیة عنھا النظام السوري وایران وملیشیاتھا الطائفیة حیث ما كان للنظام السوري القدرة على ارتكاب ھذه الفظائع لولا الدعم الإیراني للنظام السوري .حیث قامت ایران.
– بمجازر طائفیة منظمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانیة:
بدأ الاجرام العسكري الإیراني بحق الشعب السوري مبكرا منذ عام ٢٠١١واخذ یتعاظم ویشتد شیئا فشیئا بقیادة وأشراف من قائد فیلق القدس الإیراني الجنزال قاسم سلیماني ، فقد بدأت تتوارد الأخبار حول وجود مجموعات إیرانیة مسلحة منذ الأیام الأولى للحرب السوریة، بالتزامن مع انتشار حالة قنص المتظاھرین في مدینة دوما بالغوطة الشرقیة، في أوائل نیسان ٢٠١١، وتناقل المتظاھرون أنباء تتحدث عن تمركز قناصین “إیرانیین “فوق أبنیة حكومیة أطلقوا الرصاص الحي على مظاھرات یوم الجمعة.
وبعد انتھاج النظام سلوك اقتحام القرى وأحیاء المدن الثائرة منذ مطلع عام٢٠١٢، أخذت حالات القتل تأخذ أشكالاً مختلفة أكثر رعباً، وأضحت المجازر الجماعیة على أساس طائفي السمة الغالبة على المناطق المقتحَمة، لاسیما التي نفُذّت بالسلاح الأبیض؛ – وعلى سبیل المثال الحصار مجزرة كرم الزیتون و العدویة ٥٣ طفل وامرأة ودیر بعلبة وبابا عمرو ٧٥٥ قتيل الحولة ١٠٨ قتیل، وداریا والجدیدة ٧٠٠ قتیل، والبیضا في بانیاس ٧٢قتیل، والجورة والقصور في دیر الزور ٥٠٠ قتیل ، وفي النبك٤٤ قتیل، إضافة إلى عشرات المجازر المختلفة المعلنة والمخفیة – التي یصعب احصائھا- في باقي المناطق السوریة.
وارتبطت غالبیة تلك المجازر بوجود عناصر ومجموعات إیرانیة طائفیة شاركت في عملیات الذبح والتنكیل بحسب شھادة معظم الناجین منھا؛ إذ أكدو سماع عبارات بلغة فارسیة؛ إضافة إلى كتابات حملت شعارات ورموزاً طائفیة خلفّھا المرتكبون على أجساد الضحایا وجدران بیوتھم.
ھذه الأرقام لا یجب أن تمر مرور الكرام لأنھا لیس مجرد أرقام، أنھا أرقام لأرواح بشر كان لكل واحد منھم عائلة و بیت وأحلام وأماني ، وھنا لابد من نقل بعض الشاھدات المروعة لبعض الناجین من تلك المجازر للشعور بمأساة ھؤلاء الناس.
تروي__ فوزیة حسین الخلف __من أھالي مزرعة السد التابعة لبلدة الحولة في ریف حمص، زوجة »سمیر حسین عبد الرزاق« أم لثمانیة أبناء، وھي إحدى الناجیات من مجزرة الحولة، لیلة ٢٥/٥/٢٠١٢ لتستعید وجوه أحبتھا الذین قضوا ذبحاً وإعداماً واغتصاباً.
“قتلوا ٢٠ شخصا في بیتنا، زوجي وبناتي الأربع (سوسن ٢١ سنة وھدى
١٨ سنة وندى ١٢ والصغیرة كانت بعمر العشر سنوات)، قتلوا زوجة ابني الحامل في شھرھا السابع وطفل كان على صدرھا اسمه سمیر على اسم جده، وأختي وكنتي وأولادھا الاثنین وابنة عمي وأولادھا الأربعة وسلفتي وابنتھا”
جمعونا في غرفة متطرفة بالقرب من درج السطح، وفتحوا النار علینا بشكل عشوائي، ثم ھجم أربعة منھم على من بقي حیا بالضرب والاغتصاب ،كان زوجي على الأرض، حین توسلت إلى أحدھم أن یدع ابنتي سوسن وكان یھم باغتصابھا، وشققت عبائتي وعرضت نفسي بدلاً عنھا.
اغتصبني اثنان منھم ومن ثم اغتصبوا ابنتي سوسن ٢١ عاما أمام زوجي الذي كان یصرخ ویبكى قبل أن یطلقوا النار على رأسه، كنا ٢٧ شخصاً في ذلك البیت لم یخرج منا سوى سبعة أحیاء ،كانوا یتفقدون الأطفال والنساء ومن بقي حیاً كانوا یجھزون علیه بالسكین.
عذبونا بشكل سادي وتحرشوا بالصغیرات بوحشیة، داسوھن بأقدامھم شدو اشعرھن إلى حد الاقتلاع ومزقوا ملابسھن ،كان صراخ النساء والأطفال یملأ المكان والدماء متناثرة على الحیطان. »فاكر« الذي قام باغتصاب ابنتي
سوسن قتلته رصاصة في رأسه أطلقھا رفیقه بالخطأ، لیقوم أحد العناصر من الغوطة بذبح ابنتي سوسن بالسكین وھو یشتمھا.
لا زلت أذكر ولن أنسى كیف كان أطفالي یتمسكون بي ویستغیثون بي یصرخون »ماما«، لكني كنت عاجزة أمامھم بینما كان أبوھم مقتولا عند الباب .
في طریق صخري وعر، حملنا شباب الجیش الحر على أكتافھم كنت أنا وابنتاي ھبة ورشا وابنة أختي زھرة وابنة عمي فاطمة وأثنان آخران الأحیاء فقط من بین ٢٧ شخصاً، مشوا بنا مدة نصف ساعة وھم یدورون بنا بین الصخور حتى وصلنا إلى حافلة صغیرة أوصلتنا إلى كفرلاھا.
لا أتمنى ما عشته لأحد ولا أرید لأحد أن یرى جزءاً صغیراً منه، لم أكن لأصدق أن البشر یمكن أن ینحطوا إلى ھذا الدرك من السفالة والحقد الطائفي والوحشیة، سأروي قصتي دائما منتظرة العدالة التي ستعید لأبنائي الحیاة، وسأحیي ذكرى المجزرة ما حییت ..فلا یمكن للضحایا أن یتجاوزا الذكرى”.
ھذه قصة من مئات آلاف القصص المؤلمة التي تدمي القلوب قبل العیون
لضحایا ایران والنظام السوري والروس من خلفھم، المثیر للحزن أن كل ھذه المجازر لم تحرك ضمیر العالم لمحاسبة ایران و النظام السوري وتحقیق العدالة بل على العكس التمدد الإیراني في سوریا مستمر وقد بلغ أوجه لیصل تعداد الملیشیات الإیرانیة الطائفیة الى ٧٠ ألف مقاتل ووفقا لخریطة لمركز جسور للدراسات في ١ آب/ أغسطس ،٢٠٢٠ تبین تواجد القوات الایرانیة في سوریا فقد بلغت قواعد ونقاط وجود القوات الإیرانیة في سوریة فقط
ولیست المیلیشات التابعة لھا، وقد شملت الخریطة ١٢٥ موقعاً، موزعة على١٠ محافظات في مقدّمتھا درعا بواقع ٣٧ موقعاً وتلیھا دمشق وریفھا بواقع 22 موقعاً ومن ثم حلب بواقع ١٥ موقعاً.
– تھجیر وتجویع وتغییر دیمغرافي
اما على صعید التھجیر والحصار والتجویع الذي یعتبر بدوره جریمة لا یمكن نسیان حصار الملیشیات الإیرانیة التابعة لقاسم سلیماني و”حزب ﷲ” لمدینة مضایا بریف دمشق، ویقول أحدھم بتغریدة على توتیر” للراغبین في كتابة
سیرة قاسم سلیماني.. لا تنسوا حصار مضایا من ضمن إنجازاته”. ویذكر أن ھذا الحصار تسبب في وفاة عشرات المدنیین نتیجة لانقطاع الطعام والشراب من بینھم أطفال ونساء.
أدت الحملة العسكریة على مدینة الزبداني عام ٢٠١٥ للجوء معظم سكانھا
إلى بلدة مضایا المجاورة، وقامت قوات النظام حینھا بقصف مضایا بالبرامیل المتفجرة، وفرض على المدینة حصاراً محكماً بالتعاون مع ملیشیات حزب ﷲ اللبناني والایرانیین ووصلت الحال بالمحاصَرین إلى درجة أكل القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار لسد رمقھم قبل تھجیرھم، فیما تكرر ذات المشھد في مخیم الیرموك للاجئین الفلسطینیین، ومن المضحك المبكي أن من كان یحاصرھم ھم ذات الملیشیات التي تتشدق بأنھا سوف تحررالقدس من اسرائیل!! .لیتم تھجیر ابناء المخیم في النھایة.
فالتغییر الدیموغرفي وعملیات التھجیر الجماعي التي كانت إیران الفاعل والجاني الأساسي فیھا، وباتت ملفاً حقوقیاً یلاحق إیران في المحافل الدولیة.
حیث تؤكد صحیفة »الغاردیان« إن ھذه العملیات تتم عبر طرد الأھالي من منازلھم ومناطقھم وأراضیھم، وإحراق مكاتب السجل العقاري وأي أوراق تثبت ملكیتھم للمنازل والأراضي، وإسكان عائلات ومقاتلین میلیشیویین في ھذه المناطق.
كما حاول الأھالي في حمص العودة إلى مناطقھم ،لكن النظام اعتبر أنھم لایملكون الإثباتات اللازمة بأنھم كانوا یعیشون في ھذه المنطقة في الواقع.
أما ھدف الإیرانیین، بحسب الصحیفة، فھو خلق مناطق نفوذ یمكنھم حكمھا، إضافة إلى خلق امتداد جغرافي لھم مع لبنان، وإجراء فصل طائفي تام.
ومن أوضح عملیات التھجیر و التغییر الدیموغرافي ما حدث في مدینة داریا بریف دمشق الغربي، حیث تم نقل أكثر من ٣٠٠ عائلة عراقیة إلى مكان أھلھا الأصلیین من أصحاب الأرض.
وذلك بعد تھجیر نحو ٧٠٠ مقاتل مع عائلاتھم إلى إدلب، ومنع باقي العائلات النازحة إلى بلدات ریف دمشق من العودة إلى منازلھم.
– تدمیر حلب
تعتبر معركة حلب من أھم المحطات في الحرب السوریة وتعد ایضا من أكبر الشواھد على الجرائم التي ارتكبھا النظام وایران وروسیا بحق السوریین، تحت إشراف سلیماني الا وھي تدمیر حلب ثاني اكبر مدینة في سوریا ،حیث خرج قاسم سلیماني مزھوًا بالسیطرة على مدینة حلب أواخر عام ٢٠١٦متجولاً على ركامھا وفرحًا بانتصار بلاده وحلیفھا الأسد بدعم جوي روسي ومیلشیات أفغانیة عراقیة لبنانیة بالسیطرة على المدینة المھمة بكافة الأصعدة لكافة الأطراف، وتناقلت وسائل إعلام إیرانیة صوراً مسربة لسلیماني یتجول بین أحیاء حلب المھدمة بفعل قصف قواته لھا، قتل سلیماني وحلفائه من أھالي حلب عشرات الآلاف كما نتج عن حربھم على المدینة أكبر عملیة تھجیر تحصل في سوریا.
المثیر للسخریة أن بعد كل ھذه الجرائم التي یندى لھا جبین الأنسانیة ان تخرج علینا النیابة العامة العسكریة للنظام السوري لتقول أنھا ستلاحق مسؤولین في الإدارة والقوات الأمیركیة لـ”وجود أدلة على الانتھاكات” التي ترتكبھا القوات الأمیركیة على الأراضي السوریة!!. والتي ھي نفس النیابة العسكریة التي قتلت وغیبت وعذبت مئات آلاف السوریین في السجون والفروع الأمنیة وما صور” قیصر” المسربة الي غیض من فیض ماتفعله تلك الملیشیات في اقبیتھا وسجونھا،
في مشھد من الكومیدیا السوداء یختزل الحالة السریالیة التي وصلت لھا الحرب السوریة، لكن كما یقول المثل أن لم تستح فاصنع ما شئت.
فما ھذه الدعوات من نیابة النظام العسكریة الا محاولة إیرانیة لخلط الأوراق شرق الفرات، فإیران وملیشیاتھا تسعى جاھدة لسیطرة على المنطقة، لأنھا تعلم أن شرق الفرات هي المنطقة الوحیدة التي تشكل تھدیدا حقیقیا لنفوذھا خاصة بعد تصفیة اغلب قوى المعارضة في باقي الأرض السوریة وتھجیر وحصر من بقي منھا في بقعة جغرافية صغیرة الان ھي ادلب، ولربط مناطق نفوذھا في العراق بسوریا وإیجاد توازن في القوى بینھا وبین قوات التحالف الدولي ضد تنظیم الدولة “د ا ع ش” شبیه بالنموذج العراقي، من جانب آخر، یصعب على إیران السیطرة على ھذه المنطقة بشكل كامل كما فعلت في أغلب المناطق السوریة الأخرى ،مثل شرق حلب والغوطة ومختلف الأریاف السوریة، من خِلال الحِصار التام والقصف الدوري، لدفع السُكان والقوى العسكریة في ھذه المناطق للاستسلام. فمساحة ھذه المنطقة ھي أربعة أضعاف منطقتي إدلب والجنوب مُجتمعتین، فھي تشُكل ثلُث مساحة سوریا كاملة.
لكنھا تحاول بطرق اخرى السیطرة والھیمنة على شرق الفرات بعد تصفیة قوى المعارضة في باقي الأرض السوریة عبر عدة طرق وأھمھا :
١ – تأجیج النعرات العرقیة بین العرب والكرد
تحاول ایران اللعب على التناقضات العرقیة وفي ھذا السیاق استقبل مستشار المرشد الإیراني للشئون الدولیة “علي أكبر ولایتي” في مایو 2018 وفدًا قیل إنه یمثل شیوخ العشائر السوریة، وصرح بحضورھا قائلًا إن “العشائر الكردیة السوریة تحارب الولایات المتحدة، وھي التي ستخرجھا من شرق الفرات شمال شرقي سوریا. طھران واثقة من أنه في حال لم یتعقل الأمریكیون ویغادروا سوریا، فإن الكرد سیطردونھم ،”لكن بعد أقل من شھر واحد، رعت إیران مؤتمرًا للعشائر السوریة “العربیة” في منطقة “دیرحافر ،”كانت الخطابات فیه واضحة في التحریض ضد الأكراد.
حیث تعمل ایران على الایحاء للعشائر العربیة شرق الفرات بأنھا مغبونة فيظِل الحُكم الكُردي، وأن الولایات المُتحدة راعیة لذلك، وأن طھران وحدھا القادرة على إعادة ھیمنة العرب على شرق الفرات، وقد ضغطت إیران على النِظام السوري للقبول بعودة الكثیر من شیوخ القبائل العربیة المعارضین، وإعادة دمجھم بالأجھزة الأمنیة والعسكریة للمیلیشیات المرعیة من قِبل إیران، وعلى رأسھم الزعیم القبلي نواف راغب البشیر، الذي أسس فصائل عشائریة في محافظة دیر الزور باسم” لواء الباقر.”
٢ – تشكیك أھالي شرق الفرات بقدرة التحالف على حمایتھم
تقوم ایران بتشكیك أھالي شرق الفرات من عرب وكرد في التحالف عبر ببث دعایة بأن التحالف قد ینسحب في أي لحظة ویتركھم لقمة سائغة في فم النظام السوري المجرم لیلقوا ما لقیت المناطق التي اعاد السیطرة علیھا من قتلو اعتقال وتھجیر، أو ما لقیته عفرین من سیطرة تركیا على اراضي كردیة، مما قد یدعو قوات سوریا الدیمقراطیة إلى القبول بتفاھمات ھي أقرب للاستسلام غیر المعلن.
٣- التفاھم مع تركیا
یوما بعد یوم یتضح أن ھنالك توافق غیر مُعلن بین ترُكیا والنِظام السوري وایران، یقوم على دفع ترُكیا لرفع سقف تھدیداتھا للمناطق الكردیة في منطقة شرق الفرات، لتخلق نوعًا من التخویف للقوى الكُردیة ھُناك، وتدفع الولایات المُتحدة للإحساس بأن دعمھا لقوات سوریا الدیمقراطیة قد یخلق بؤرة توترٍ شدیدة في منطقة بالغة الحساسیة، ویعُید الفوضى إلیھا، وھو مایتیح لإیران تقدیم عرض بعودة النِظام السوري والملیشیات الإیرانیة إلى حُكم ھذه المنطقة كحلٍ وسط، بین الاندفاعة الترُكیة التي تتضمن عودة الملیشیات الإسلامیة الرادیكالیة، وبین بقاء قوات سوریا الدیمقراطیة.
ھذا باختصار شدید الدور الإیراني الإجرامي على الأراضي السوریة الذي لایبدو أنه سیوضع له حد في القریب العاجل.
إعداد: مدير التحرير
تحرير: حلا مشوح