الحسكة تموت عطشاً في ظل صمت المسؤولين والمنظمات الإنسانية

الحسكة – مروان مجيد الشيخ عيسى 

من المعلوم أن توفر المياه ضرورة لحقيقة الحياة، وأن الحسكة من المناطق الغزيرة بمصادر المياه وخصوصا الأنهار التي تغذيها الينابيع كنهر الخابور والجغجغ والرد، لكن هذه الأنهار جفت وأصبحت أودية سيلية مما أثر على واقع الحال فيها.

فمنذ سنوات يعيش مليون مدني في مدينة الحسكة وبلداتها وأريافها، ظروفا حياتية صعبة في ظل استمرار توقف ضخ مياه الشرب من محطة آبار علوك التي تقع شرق مدينة رأس العين شمال الحسكة، والتي تخضع لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركية.

وبسبب هذا الانقطاع المستمر والمتكرر للمياه عن أهالي الحسكة وريفها، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا في بيان رسمي، بأن مدينة الحسكة وقراها ومخيمات النازحين فيها، منطقة منكوبة بسبب قطع المياه عنها، واتهمت كل من روسيا والنظام السوري  بالتواطؤ.

فأزمة المياه في الحسكة شمال سوريا ليست جديدة، فهي تعاني منذ سنوات، وذلك بعد الاجتياح التركي لمدينة رأس العين أواخر عام 2019، واستحواذها على محطة علوك التي تعد المصدر الوحيد لتغذية تلك المنطقة.

منذ تلك الفترة، فكارثة عطش أهالي الحسكة وريفها ثابتة ولا تزال على حالها، ولا توجد بوادر لانفراجة نهائية، مع تقاعس النظام السوري ومسؤولي مدينة الحسكة عن القيام بواجباتها اتجاه ممارسات تركيا ضد الشعب السوري.

فاستمرار هذه الكارثة الحقيقية هو نتاج اتفاق دولتي روسيا وتركيا ومباركة النظام السوري، مع عدم اتخاذ التحالف الدولي أي موقف تجاه هذه الكارثة حتى اليوم.

ابناء الحسكة ليس لديهم الكثير من الخيارات في وقت لا ينفع فيه سوى الاستعجال في إيجاد الحلول، وبتضافر كل من يستطيع ذلك من جهات رسمية ومنظمات إنسانية لدرء تبعات هذه الأزمة المريعة عن الأهالي.

فجميع المنظمات التي تدعي إنسانيتها توفر لموظفيها ولعوائلهم المياه الصحية وترى في الشوارع والأزقة وعبر الإعلام ما حل بشعب الحسكة من عطش وجوع ،ولاحياة لمن تنادي . 

وأزمة المياه اليوم تتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي، حيث يقضي السكان أيامهم بلا ماء ولا كهرباء. ويعمل سكان المنطقة في تدبير أمورهم الحياتية بتأمين المياه من خلال صهاريج المياه التي أصبح ملاكها يستغلون هذه الأزمة  ليتم رفع سعر الخزان الذي يتسع لخمسة براميل من 8000 ليرة سورية إلى 20000، وكل حسب نبع المياه ،وتزداد هذه المأساة سوءا وتفاقما مع فصل الصيف الحار .

فغالبية مناطق ومدن الحسكة يعتمدون على نظام مولدات الأمبيرات للحصول على الكهرباء، وسط غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة. وعقب انقطاع المياه عن المدينة، ارتفعت أسعار طرود المياه المعدنية من 9 آلاف إلى 12 ألف ليرة سورية للطرد الواحد مؤخرا.

ومع عدم تحرك جَدّي من الجهات المعنية نحو هذه الكارثة، أطلق ناشطون ومواطنون هاشتاغ #مليون_إنسان_بدون_مياه  #الحسكة_تموت_عطشا.

ويرى الكثير من السكان أن المسؤولين تصلهم طرود المياه الصحية إلى مكاتبهم ومقراتهم ومنازلهم ،ولايكترثون لعطش الأطفال والنساء والمرضى فنحن ومابعدنا الطوفان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.