مؤخّراً، باتت “إسرائيل” تشعر بأنها عاجزة عن فعل شيء أمام إيران فالجهود الأمنية والاستخبارية والسيبرانية غير كافية.
وسط تصاعد التحذيرات الإسرائيلية بأنها ستتخذ إجراءً عسكرياً ضد إيران إذا لم يتم تقييد الاتفاق النووي، فقد كشف مسؤولون وخبراء إسرائيليون حاليون وسابقون، أن تلك التحذيرات قد تكون فارغة، موضحين أن إسرائيل تفتقر للقدرة على شن هجوم له تأثير ملحوظ على منشآت نووية إيرانية.
كما أكد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن إسرائيل تفتقر للقدرة على شن هجوم يمكن أن يدمر أو حتى يؤثر بشكل كبير على برنامج إيران النووي، وأضاف أنه حتى إذا شنت إسرائيل هجوماً من هذا القبيل، سيستغرق التحضير له عامين على الأقل، وذلك نقلا عن مسؤولين وخبراء عسكريين إسرائيليين حاليين وسابقين.
وقالت الصحيفة، بحسب أولئك المسؤولين، إن الجهود الأوسع لتدمير عشرات المواقع النووية في أجزاء بعيدة من إيران، وهو نوع الهجوم الذي هدد به مسؤولون إسرائيليون مرارا، سيكون خارج نطاق الموارد الحالية للجيش الإسرائيلي.
أما إذا قررت إسرائيل شن هجوم محدود يلحق الضرر بأجزاء من البرنامج دون إنهائه تماما، قد يكون ذلك ممكناً ولا يحتاج لفترة زمنية طويلة.
في المقابل، أوضح مسؤول حالي آخر، أن إسرائيل لا تملك حالياً القدرة على إلحاق أي ضرر كبير بالمنشآت النووية الموجودة تحت الأرض في مناطق نطنز وفوردو.
وأضاف: “سيكون مثل هذا الجهد معقداً بسبب نقص طائرات التزود بالوقود. القدرة على التزود بالوقود أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمهاجم الذي قد يضطر إلى السفر أكثر من 2000 ميل ذهاباً وإياباً، وعبور الدول العربية التي لا تريد أن تكون محطة لتزويد إسرائيل بالوقود”.
من جانب آخر، يبدو أن التأهب الإسرائيلي العسكري واضح ومتزايد، فبعد أن شارك الجيش الإسرائيلي في مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الشهر الماضي من المقرر أن يقوم بتدريبات واسعة النطاق في البحر الأبيض المتوسط في الربيع المقبل مع عشرات الطائرات التي تحاكي تنفيذ ضربة ضد البرنامج النووي الإيراني.
و يذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أبلغ الأميركيين في 11 ديسمبر الجاري، أنه حدد موعداً نهائياً للوقت الذي سيحتاج فيه الجيش الإسرائيلي إلى استكمال الاستعدادات لشن هجوم على إيران.
وكان غانتس شدد على أن بلاده مستعدة للمواجهة بكل ما يلزم، وذلك أمام رؤساء معاهد بحثية وكبار الباحثين في واشنطن، مشيراً إلى أن إيران تبني قوتها في غرب بلادها لمهاجمة دول في الشرق الأوسط وإسرائيل تحديداً.
إعداد وتحرير: حلا مشوح