الجوع أصعب من الحرب: الساحل يشهد موجة هجرة ثالثة..

طرطوس.. المدينة التي كافئ الأسد أبنائها ببسطة تحت رحمة الشبيحة

انتقلت الطوابير إلى فروع الهجرة والجوازات في مناطق سيطرة النظام في الآونة الأخيرة، على أمل أن يحصل الشاب على جواز سفر يكفل له الفرار من جحيم الحياة وخاصة المنطقة الساحلية.

بعد 10 سنوات على مساندة النظام في حربه ضد السوريين، وجد أبناء الساحل السوري الذي أيدوا النظام وكانوا وقود حربه بمئات الآلاف من القتلى والمعطوبين، وجدوا أنفسهم بمواجهة مزيد من الفقر تحت رحمة أمراء الحرب والشبيحة.

يقول صاحب بسطة لبيع الدخان المهرب في طرطوس، إن ظروف العيش في الساحل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة باتت أصعب بسبب الانقطاع الطويل للكهرباء.

وأضاف بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط: “احترت ماذا أعمل، بعت أرضي بالضيعة وتركت الزراعة لغلاء التكاليف وقلة المياه، وجئت إلى المدينة وفتحت محلا لبيع لحم الدجاج فزادت ساعات قطع الكهرباء، وفسدت البضاعة ولاحقني التموين، فأغلقت المحل وفتحت بسطة فلاحقتني البلدية والجمارك”.

ويتابع: “ما الحل كيف نعيش؟ الأوضاع المعيشية في الساحل لا تطاق، كنا نأمل بعد انتهاء الحرب أن تتحسن أوضاعنا فإذا بها تسوء… طرطوس كلها صارت بسطات الناس عم تبيع تيابها… الجوع أصعب من الحرب والقتال على الجبهات”.

وتحولت مدن وبلدات الساحل السوري إلى ساحات للبسطات فيظل فوضى كبيرة تعيشها من جراء إشغال الأرصفة وبيع المواد المهربة والسلع الرخيصة وحصص الإعانات التي يضطر أصحابها لبيعها.

ويقول خبير اقتصادي معارض “إنها ظاهرة باتت تتسع كواحد من مظاهر التدهور الاقتصادي في البلاد ولا سيما منطقة الساحل السوري التي زجت مئات الآلاف من رجالها في أتون الحرب دفاعا عن النظام على أمل الفوز بامتيازات النصر الساحق”.
ويضيف: “حصدت ما حصدته كل مناطق سيطرة النظام من بطالة وفقر وعوز وانعدام الأمان، مع تجاوز معدلات الفقر نسبة 83 في المائة، ولعل ما عزز حالة الفقر والبؤس في مناطق الساحل فقدانها خلال الحرب لأكثر من 150 ألفا من رجالها في صفوف قوات النظام والميليشيات الرديفة حسب التقديرات المحلية، وذلك ناهيك عن آلاف من معوقي الحرب”.

وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر من مدينة طرطوس أن “الساحل دفع ثمن دعمه للنظام مرتين؛ الأولى في الحرب إذ كانت النسبة الأكبر من القتلى وأصحاب الإعاقات الدائمة من الساحل والثانية مع شراسة أمراء الحرب وتجار المخدرات من الشبيحة الذين يتصرفون في الساحل وكأنه مزرعتهم الخاصة”.

وتضيف أن “اليوم أهم امتياز يحصل عليها جريح حرب فتح بسطة تحت حماية أحد الشبيحة”، ورأت أن “انتشار البسطات على هذا النحو يشير إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، كما يشير وأيضاً إلى استفحال قوة الفاسدين المستثمرين في الفقر”.

وإزاء هذا الوضع المتفجر، نقلت الصحيفة عن معقب معاملات، إن عمله ازدهر مع ازدياد الإقبال على استخراج جوازات السفر وإنجاز المعاملات، لكنه مع ذلك يتمنى الهجرة ويحسد كل من خرج من “جهنم اسمها سوريا”.

ويؤكد المتحدث، أنه حسب ملاحظته فقد بدأت موجة هجرة ثالثة لكن هذه المرة النسبة الأكبر في مناطق الساحل، “الناس رح تطلع من تيابها من الفقر وقلة الشغل”.

المصدر الحدث السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.