الجفاف يدق ناقوس الخطر في أوروبا بعد سنين الماء والخضراء

دولي – مروان مجيد الشيخ عيسى 

كانت أوربا إلى وقت قريب بلاد الماء والأمطار والثلوج والمياه العذبة التي لطالما ألهمت الشعراء للتغني بجمالها لكن هذه الأيام حذرت السلطات الألمانية، من أن نهر الراين، وهو أحد الممرات المائية الرئيسية في أوروبا، على بعد أيام فقط من إغلاقه أمام حركة الشحن التجارية، بسبب مستويات المياه المنخفضة للغاية الناجمة عن الجفاف، ما ينذر بأن الشركات قد تضطر إلى تقليص الأنشطة وتقليل الأحمال بشكل كبير، لأن سفن الشحن لم تعد قادرة على العمل في النهر.

لم يكن يعلم الأوروبيون أن الجفاف الشديد سيكشف لهم عن سرّ منحوت كان مختبئاً تحت المياه.

فقد أدت الموجة الأخيرة إلى تقلص مستوى الأنهار في جميع أنحاء القارّة، ما كشف عن صخور منحوتة منذ قرون.

وأفاد الخبراء أن هذه الصخور أتت لتحذير الأجيال القادمة من الأوقات الصعبة المقبلة، وفقاً لموقع “بيزنس إنسايدر”.

كما لفت سكان محليون إلى أن تلك الصخور التي يعود تاريخها إلى قرون، والمعروفة باسم “أحجار الجوع” (hunger stones)، عادت إلى الظهور الأسبوع الماضي مع انخفاض مستوى الأنهار في أوروبا بسبب الجفاف، موضحين أنها كانت ظهرت قبل سنوات، وتحديدا عام 2018 في جمهورية التشيك، وأيضا على إثر انخفاض مستوى نهر محلي بسبب الجفاف.

وأشاروا أيضا إلى أن أحد هذه الأحجار يقع على ضفاف نهر “إلبه” (Elbe River)، الذي يبدأ في التشيك ويتدفق عبر ألمانيا.

وأضافوا أن تاريخ الصخرة يعود إلى عام 1616، وهي محفورة مع تحذير باللغة الألمانية: “Wenn du mich seehst, dann weine” – “إذا رأيتني، فابكِ”، وفقا لترجمة غوغل لهذه العبارة.

يشار إلى أن دراسة أجريت عام 2013، ذكر فريق من الباحثين التشيكيين فيها أن هذه النقوش حفرت خلال سنوات المشقة، وهي تحذر من عواقب الجفاف.

وأكدوا حينها أن الجفاف تسبب في ضعف المحاصيل، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، والجوع للفقراء، وقد تكرر حدوثه خلال عدة أعوام، وفقا لما نقلته صحيفة “ميامي هيرالد”.

ففي الماضي، إذا وصلت الأنهار إلى هذه المستويات المنخفضة، فهذا يعني الفقر والمعاناة لكثير من الناس.

وتسبب الجفاف في تدمير المحاصيل، كما أدى إلى قطع الممرات المائية التي تُنقل من خلالها المواد الغذائية والإمدادات من جميع الأنواع، ثم جاءت بعد ذلك المجاعة.

وفي الماضي، كانت أوروبا الوسطى، التي تضم أجزاء من النمسا والتشيك وألمانيا والمجر وبولندا وسويسرا، تعتمد على الأراضي الخصبة على طول ضفاف النهر لإنتاج الغذاء.

كما استخدم الصحفي الألماني أولاف كوينز موقع تويتر للإشارة إلى أن هناك كلمة باللغة الألمانية لوصف الصخور – “هونغرشتاينه” (والتي تُترجم حرفيا إلى “حجارة الجوع”).

وجاء مصدر إلهام الكلمة من نقش وجد على أحد الحجارة يصف عام 1947 بأنه “عام الجوع”.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة الجفاف واحدة من أبرز علامات تغير المناخ في وسط أوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.