امتازت الثورة السورية بنهوض جميع أركان المجتمع، وانتشرت في كافة المناطق والمحافظات بداية من الجنوب مهد الثورة لتمتد في الوسط والشرق والغرب والشمال، انتفض فيها الشعب المتعطش للحرية والكرامة، وكسر قيود التبعية والذل، حتى ثارت براكين المواطنين الأحرار، فيما خلا بعض المناطق التي كان تحركها خجولا لبعض الأحرار او محدوداً في العدد قويا في الإرادة، وعلى سبيل المثال مدينة الحسكة، ذات الطابع القبلي والعشائري، لتنحصر الانتفاضة الشعبية فيها على بعض الشبان من خلال انضمامهم لركب الثورة الحرة في سوريا، لتأخذ المدينة بكافة مناطقها صفة الرمادية على حد تعبير حتى الموالين للنظام في المناطق الأخرى من سوريا، مع العلم بأن المناطق الشرقية تعتبر فيها العشائرية النواة الصلبة لتماسكها وتكاتفها، فاختار العديد من زعماء القبائل فيها النظر من بعيد لمجريات الأحداث الثورية القائمة فيها، وخلافا لمدينة دير الزور التي ابدعت فيها القبائل العربية بتمثيل ردة الفعل الشامخة والعزيزة لأصل القبائل العربية، وساندت الثورة والثوار في مختلف أرجاء سوريا، كان العديد من شيوخ القبائل في الحسكة، يتغنون بموالاتهم للنظام وتخوين الثائرين، متناسين التاريخ القديم لأصالة هذه المدينة التي برز تمردها الثوري تحت سقف الإرادة والعزيمة ورفض مظاهر التسلط والابتزاز، عندما برزت حركة العصيان في مدينة الحسكة بعد إجتماع لشيوخ القبائل من العرب والأكراد، واتخاذهم قرارا بتنفيذ إضراب شامل في المدينة، ونشرت بعض الصحف الرسمية فب ذلك الوقت مطالبهم بكل شفافية، والتي كانت متمثلة: بتعيين محمد عبدالرحمن شيخا لقبائل طيء، وإعادة رئيس بلدية الحسكة، وإقالة المحافظ وقائد الدرك ونقل النائب العام، وفي اليوم المقرر للإضراب في تاريخ ٥/ ٨ / ١٩٣٧ طلب بعض شبان الحركة من أصحاب المحال التجارية بالإغلاق، وأدى تصرفهم إلى الاصطدام مع قوات الشرطة والدرك في الحسكة، وجرت اشتباكات عنيفة إستمرت لساعات وأدت إلى مقتل سامي سليمان قائد الدرك، في حالة مشابهة تماماً لماحصل مع الشعب في الثورة السورية الحالية، والغاية من المقارنة هي الرجوع إلى تاريخ العزة والكرامة، والابتعاد عن الخنوع في زمن الذل الذي لايرحم
خاص وكالة BAZ