أربيل/ BAZNEWS
في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، كشف مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، عن تفاصيل جديدة حول التنسيق العسكري بين بغداد وأنقرة. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تتصاعد العمليات العسكرية التركية داخل حدود إقليم كوردستان، مما يثير تساؤلات حول مدى التعاون بين الحكومتين العراقية والتركية في مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة.
حيث كشف مستشار رئيس الوزراء العراقي، إبراهيم الصميدعي، في تصريحات صحفية عن وجود تنسيق وثيق بين بغداد وأنقرة بشأن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي داخل حدود إقليم كوردستان. جاءت هذه التصريحات خلال لقاء متلفز مع إحدى القنوات العراقية، حيث أكد الصميدعي أن “هناك تنسيقاً مستمراً مع الحكومة العراقية بخصوص العمليات العسكرية للجيش التركي ضمن حدود إقليم كوردستان”.
وأشار الصميدعي إلى أن “حزب العمال الكوردستاني يقوم بعمليات إجرامية، وإن الحكومة العراقية قد صنفته منظمة إرهابية”، مضيفاً أن “العمليات التركية تجري وفق تنسيق بين بغداد وأنقرة”. وأوضح أن هذا التنسيق يأتي في إطار الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية التي يمثلها حزب العمال الكوردستاني، الذي ينشط في عدة دول بالمنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق وإيران.
منذ أسابيع، نفذت القوات التركية عمليات توغل داخل الأراضي العراقية عبر محافظة دهوك، بهدف مواجهة حزب العمال الكوردستاني. وتأتي هذه العمليات في سياق حملة أوسع تشنها تركيا ضد الحزب، الذي يتخذ من جبال قنديل معقلاً له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية. وتعتبر تركيا حزب العمال الكوردستاني منظمة إرهابية، وتتهمه بتنفيذ هجمات تستهدف الأمن القومي التركي.
تجدر الإشارة إلى أن العمليات العسكرية التركية في إقليم كوردستان ليست جديدة، إذ سبق وأن نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية في المنطقة خلال السنوات الماضية. ومع ذلك، فإن التنسيق الحالي بين بغداد وأنقرة يعكس مستوى جديداً من التعاون بين البلدين في مواجهة التهديدات المشتركة. ويأتي هذا التنسيق في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، مما يجعل التعاون الأمني بين الدول المجاورة أمراً ضرورياً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، أكد الصميدعي أن “التنسيق مع تركيا لا يقتصر فقط على العمليات العسكرية، بل يشمل أيضاً تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في مجالات أخرى تتعلق بالأمن القومي”. وأضاف أن “الحكومة العراقية تسعى لتعزيز هذا التعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
من جانبها، أكدت الحكومة التركية أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني حتى يتم القضاء على التهديد الذي يمثله. وأشارت إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار حقها المشروع في الدفاع عن أمنها القومي، وأنها تجري بالتنسيق مع الحكومة العراقية لضمان عدم انتهاك السيادة العراقية.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن هذه العمليات، حيث دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، تركيا إلى التنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان بشأن العمليات العسكرية التي تنفذها خارج حدودها، وحثها على حماية المدنيين وتجنب إلحاق الضرر بهم³.
كما أثارت هذه العمليات قلقاً في الأوساط الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية في المنطقة. سجلت منظمة “فرق صناع السلام” الأمريكية (CPT) دخول الجيش التركي إلى إقليم كوردستان بـ 300 دبابة ومدرعة، مما أدى إلى نزوح العديد من الأسر من مناطقهم خوفاً من الصدامات بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي¹.
من جهة أخرى، طالبت بعض الأصوات العراقية تركيا بضبط توغلها البري بعد أن تجاوزت عملياتها الشريط الحدودي المتفق عليه بين أنقرة وبغداد، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين البلدين².
موقف حزب العمال الكردستاني من الأحداث
حزب العمال الكوردستاني (PKK) يعتبر العمليات العسكرية التركية في إقليم كوردستان جزءًا من حملة طويلة الأمد ضد الأكراد. الحزب يدين هذه العمليات ويعتبرها انتهاكًا لسيادة العراق وحقوق الأكراد. في تصريحات سابقة، أكد الحزب أنه سيواصل مقاومته ضد ما يصفه بالعدوان التركي، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تستهدف المدنيين وتؤدي إلى نزوحهم من مناطقهم¹².
الحزب ينشط في عدة دول بالمنطقة، بما في ذلك سوريا والعراق وإيران، ويتخذ من جبال قنديل معقلاً له.
ويمكن القول إن التنسيق بين بغداد وأنقرة في العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني يعكس التحديات الأمنية المشتركة التي تواجهها الدولتان. ومع استمرار التوترات في المنطقة، يبقى التعاون الأمني بين الدول المجاورة أمراً حيوياً للحفاظ على الاستقرار والأمن.