سوريا/ دولي
عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أنقرة، لقاءً هاماً اليوم الأربعاء، تمحور حول العلاقات الثنائية وملفات إقليمية متعددة، من أبرزها الأزمة السورية.
وأعرب السيسي وأردوغان خلال اللقاء عن دعمهما لمساعي التقارب بين دمشق وأنقرة، مؤكدين على أهمية التوصل إلى حل للأزمة السورية، التي ألقت بظلالها على الشعب السوري بشكل غير مسبوق. وتعد هذه الزيارة الأولى للسيسي إلى تركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014، مما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
في هذا السياق، تشير التقارير إلى توافق كبير بين الطرفين حول القضايا الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في غزة والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين، وملفات سوريا والسودان والقرن الأفريقي. ومع ذلك، يبدو أن هناك تبايناً نسبياً في مواقف البلدين حول الوضع في ليبيا، وفق ما ذكرته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفيما يتعلق بملف سوريا، تبرز “اتفاقية أضنة” كموضوع حيوي في المباحثات. فالباحث التركي عمر أوزكيزيلجيك يرى أن دمشق غير مستعدة حالياً للموافقة على تعديل الاتفاقية بالشكل الذي يسمح بتغيير بند الوجود العسكري التركي أو إنشاء منطقة آمنة تركية داخل سوريا. كما أكد أوزكيزيلجيك أن أي تعديل للاتفاقية يتطلب تغييراً في موقف دمشق، لافتاً إلى أن المحادثات حول الاتفاقية استمرت لفترة طويلة دون تحقيق تقدم ملموس.
من جهة أخرى، يعتبر المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، أن “اتفاقية أضنة” ستكون الركيزة الأساسية لأي علاقة مستقبلية بين دمشق وأنقرة، مشيراً إلى ضرورة إجراء تعديلات تشمل الاتفاق على تعريف الإرهاب وتفكيكه، إضافة إلى عودة اللاجئين والانسحاب العسكري التركي.
بهذا، يبدو أن الاتفاقية ستلعب دوراً محورياً في أي مفاوضات مستقبلية تهدف إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، خصوصاً في ظل السعي الحثيث من قبل الجانبين للتوصل إلى تفاهمات بشأن الأوضاع في المنطقة.