التطبيع العربي مع النظام، حقيقة أم ضرب من الخيال؟

تختلف الأحاديث والتخمينات حول إمكانية تطبيع الدول العربية مع النظام السوري، وهذا مايبدو قريباً من الواقع أحياناً وبعيداً عن التطبيق أحياناً أخرى، فالعودة إلى الحضن العربي مرهونة بميكانيكية تعاطي النظام مع بعض القرارات الشرطية التي فرضتها الجامعة العربية ومجلس الأمن، وهذا ما لم يطبق حتى جزئياً في سوريا، ومن هنا رأى المفكر السوري برهان غليون، أنه لن يكون هناك أي تطبيع عربي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعكس ما يوهم النظام به أنصاره بشعور أخرق بالانتصار، معتبراً ذلك بمثابة “التجسيد الأكمل للفشل، والانتحار الذاتي، الذي ذهبت ضحيته الدولة والمجتمع.

واعتبر غليون أن سعي الحكومات العربية للتطبيع مع نظام آفل ومدان عالمياً وأخلاقياً لن يمنحها أي مخرج، ولكنه يفاقم من فقدانها للصدقية الاستراتيجية والأخلاقية والسياسية.

وأعرب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض سابقاً، عن اعتقاده بأن آمال التطبيع مع النظام مبنية على أوهام عديدة، أولها وهم قبول الدول الكبرى، بما فيها روسيا، بإعادة تأهيل النظام والتطبيع معه من دون تسوية سياسية حسب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، موضحاً أنه لا يمكن تأهيل النظام من دون القرارات الأممية، وما تتضمنه من تغيير في قواعد ممارسة السلطة،

وأضاف: أما السبب الثاني الذي يجعل من هذا الاعتقاد وهماً، فهو أن النظام نفسه لم يعد نظاماً وإنما قوى متنازعة ومتناقضة، وهذا ما تبرزه سياسة سرقة الآلاف من الصناعيين ورجال الأعمال، حتى الموالين للنظام، وهجرة عشرات الألوف منهم إلى خارج سوريا

وأشار إلى أن الوهم الثالث يتمثل بأن “الأسد يخطئ عندما يعتقد أنه لا غنى للغرب عنه بوصفه المحارب الصليبي ضد الإرهاب الإسلامي، وأنه يستطيع بسبب ذلك أن يرفض أي تسوية أو تنازل عن سلطاته، وأن على الغرب أن يعترف بخدماته ويعيد تأهيله كما هو من دون شروط، وفق تعبير غليون، وهذا مايؤكده حجم التوثيقات لدى المؤسسات الفاعلة في الشأن الإنساني والقانوني من ممارسة لوسائل التعذيب والقتل والتدمير والتهجير والاخفاء القسري في سوريا،

إعداد صدام السوري

تحرير تيماء العلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.