سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
من تابع الانتخابات التركية يوم أمس ،وبغض النظر عن مواقف البعض من المترشحين ،لكن أثبتت للعالم ديمقراطيتها ،بسلميتها وروح التنافس ،أما ديمقراطية سورية منذ أكثر من خمسين عاما ،فهي أقرب للدعاية الفارغة التي يعلمها السوريون علم اليقين ،بأنها مهزلة ففي الحقيقة لا أحد من السوريين مقتنع بما يجري داخل سوريا. فما يراه الجميع من أمر مهزلة الانتخابات يخالف العقل ومنطق الأمور ومجريات الحياة. لكنه يجري في الواقع ويعيشه السوريون ويسخر بعضهم منه، ويتندر به، ويحيل مفرداته إلى نكات وطرائف تخفف ما في الصدور من استنكار واستصغار لـهكذا نظام..
لكن رأس النظام يعرف تماماً حقيقة ما يقوم به، فهو وفقاً لأسلوب توريثه الحكم، ورؤيته لنفسه، وللمنتفعين من وجوده، يعتقد بأنه على حق، ولذلك تراه يتعالى على الرعية بوهم التفوق، فهو مخلوق للقيادة، وما عليه إلا العمل على إعادة بث هذه الفكرة الاستبدادية في الذهنية الشعبية دائماً وأبداً، لا سيّما وأنه يمتلك أدواتها من قمع وقتل وسجن وتضييق عيش، وإغداق نعمه على رؤوس الدولة العميقة التي تتكفل بهذه المهمة، وعلى ذلك فهي دائمة العمل على تتفيه الرعية.
فمنذ أيام حافظ الأسد عكس حكاية السوريين الموضوعين في قفص الترويض وتحقير الكائن أولاً ثمَّ امتطائه.. وإلا ما معنى أن يترشح للانتخابات نحو خمسين واحداً وربما أكثر، ويعلن كل منهم بأنه إذا ما نجح سوف يلجأ للسيد الرئيس فيما يفعله أليست هذه مهزلة المهازل؟
ثم كيف يقبِّل بعضهم بسطارا عسكريا مهزوما مراراً وتكراراً أمام عدو بلاده، ويمارس أبشع أنواع التنمر على شعبه تعويضاً.
فالطغاة يفتقرون للذكاء، فلو كانوا اذكياء لما احتاجوا لفرض سلطانهم بالطغيان على شعوبهم وحملهم على التآمر على قلعهم من على كرسي الحكم، فلم نسمع بطاغية لم تتلوث اياديه بالدماء بقتله للأبرياء، لذلك قرأنا عن مصيرهم كان القتل او الأسر والإذلال نتيجة لخيانة اقرب الناس اليهم، فخيانة حافظ الاسد للقيادات الحزب البعث السوري وانقلابه عليهم واحتكار السلطة بأسرته جاءت من داخل الحزب البعث ولم تكن مؤامرة من خارج الحزب البعث مدعومة من قوى خارجية، وان خيانة الخلافة العثمانية المغولية الإسلامية جاءت من المتاجرين بالدين الاسلامي كانوا طامعين في الخلافة الإسلامية، فلولا خيانة العرب المسلمين وتعاونهم مع القوات البريطانية لما سقطت دولة الخلافة العثمانية المغولية الإسلامية بهذه السهولة، وخيانة الشريف خالد بن لؤي الهاشمي للشريف حسين الهاشمي ملك حجاز وتعاونه مع عبد العزيز السعود سهل انتصار عبد العزيز السعود على الشريف حسين الهاشمي وإسقاط مملكة حجاز، فتولى الشريف لؤي الهاشمي ولاية مكة لثلاث سنوات ثمن لخيانته لأبن عمه الملك الشريف حسين الهاشمي.
وتحتوي كتب التاريخ على قائمة طويلة من الخونة لا مجال لذكرها، ولكن خيانة حافظة الأسد لحزب البعث هي من أقرب الروايات الخيانة في ذاكرة السفاح بشار الأسد.
ومن حول الانتخابات في سورية إلى مهزلة وحالة تندر هو نفسه من خان السوريين .