الاقتتالات العشائرية في شمال شرق سوريا: جرح ينزف يتطلب معالجة جماعية .ومن المستفيد من استمراره؟

فريق التحرير/ BAZNEWS

واقع مقلق في شمال شرق سوريا نتيجة استمرار الفوضى والفلتان الأمني  وانتشار الجرائم والمخدرات والفساد والفقر ونقص المقومات الأساسية للمعيشة 

حيث تشهد مناطق شمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ازديادًا مقلقًا في وتيرة الاقتتالات العشائرية خلال الفترة الأخيرة. تُلقي هذه الظاهرة بظلالها القاتمة على المجتمع، وتُهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، تاركةً وراءها ضحايا بشرية وخسائر مادية، وتُعمق مشاعر التوتر والكراهية بين العشائر، وتُعيق عملية إعادة الإعمار والتنمية.

أسباب عميقة الجذور:

تتعددّ العوامل التي تُساهم في تفاقم ظاهرة الاقتتالات العشائرية في شمال شرق سوريا، ونذكر من أهمها:

  • الخلافات على الموارد:
    • تُعدّ الخلافات على الموارد، مثل المياه والأراضي الزراعية، من أهم أسباب الاقتتالات العشائرية في المنطقة.
    • فندرة هذه الموارد، وضعف نظام إدارتها، يُؤجّج الصراعات بين الأطراف المتنازعة.
  • الثأر:
    • تلعب ثقافة الثأر دورًا كبيرًا في إدامة العنف العشائري.
    • فالممارسات الثأرية تُؤدّي إلى دورة من العنف والقتل لا تنتهي، وتُهدّد السلم الأهلي.
  • انتشار السلاح:
    • يسود الفوضى وانعدام السيطرة على السلاح في مناطق سيطرة “قسد”.
    • ويُتيح ذلك سهولة الحصول على الأسلحة واستخدامها في الخلافات العشائرية، ما يُؤدّي إلى تفاقم العنف وسقوط الضحايا.
  • غياب سلطة الدولة:
    • يُعاني شمال شرق سوريا من غياب سلطة الدولة الفاعلة.
    • وتُعاني “قسد” من ضعف القدرات والإمكانيات اللازمة لفرض الأمن والقانون بشكل فعّال، ما يُخلق بيئة مواتية لتفجر الاقتتالات العشائرية.

من المستفيد؟

ولكن، من وراء هذه الفوضى، يبرز المستفيدون من استمرار هذه الاقتتالات وتغذيتها، أبرزهم:

  • قوات سوريا الديمقراطية (قسد):
    • يتهم بعض السكان “قسد” باستغلال هذه الاقتتالات لإضعاف النسيج الاجتماعي في المنطقة، وبالتالي إحكام سيطرتها عليها.
    • كما قد تُساهم الفوضى الناتجة عن هذه الاقتتالات في تبرير استمرار “قسد” كقوة أمنية ضرورية في المنطقة.
  • جهات خارجية:
    • قد تسعى بعض الدول أو الجهات الإقليمية إلى زعزعة الاستقرار في منطقة شمال شرق سوريا من خلال تأجيج الصراعات العشائرية.
    • فالفوضى في المنطقة تُخدم مصالح هذه الجهات وتُتيح لها التدخل في شؤون المنطقة وتحقيق أهدافها.

العواقب الوخيمة للاقتتالات:

  • خسائر بشرية: تُؤدّي الاقتتالات العشائرية إلى سقوط العديد من الضحايا بين المواطنين الأبرياء، وتُسبب المزيد من المعاناة والألم للعائلات.
  • توتر اجتماعي: تُساهم الاقتتالات في تصاعد التوتر والكراهية بين العشائر، وتُهدّد النسيج الاجتماعي المُتماسك في المنطقة.
  • فوضى أمنية: تُؤدّي الاقتتالات إلى انتشار الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة، وتُعيق عملية إعادة الإعمار والتنمية.

حلول جماعية لمعضلة مستمرة:

إنّ التصدي للاقتتالات العشائرية في شمال شرق سوريا مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية، من قسد والمجتمع المحلي والدول الداعمة، لمنع تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة وضمان أمن واستقرار المنطقة.

  • تعزيز ثقافة الحوار والصلح:
    • يجب على زعماء العشائر وشيوخها العمل على حل الخلافات بشكل سلمي من خلال الحوار والتفاوض، وتعزيز ثقافة التسامح والقبول بين أبناء العشائر.
  • نشر الوعي ومكافحة خطاب الكراهية:
    • يجب على المنظمات المدنية والمؤسسات التعليمية نشر الوعي حول مخاطر العنف والتطرف، وتعزيز قيم التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.
    • كما أنّ هناك حاجة ماسة لوقف خطاب الكراهية والمعلومات المُضللة في بعض وسائل الإعلام التي تُساهم في تأجيج الصراعات.
  • معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية:
    • يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لتوفير فرص عمل مناس
  • حل الخلافات بشكل سلمي: يجب على زعماء العشائر وشيوخها العمل على حل الخلافات بشكل سلمي من خلال الحوار والتفاوض، وتعزيز ثقافة التسامح والقبول بين أبناء العشائر.
  • نشر الوعي: يجب على المنظمات المدنية والمؤسسات التعليمية نشر الوعي حول مخاطر العنف والتطرف، وتعزيز قيم التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع.
  • توفير فرص العمل: يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لتوفير فرص عمل مناسبة للشباب في المنطقة، للحد من انتشار البطالة التي تُعد أحد أسباب اللجوء إلى العنف.
  • محاربة خطاب الكراهية: يجب على الجهات المختصة التصدي لخطاب الكراهية والمعلومات المُضللة في وسائل الإعلام، وتعزيز نشر خطاب مسؤول يُساهم في تعزيز السلم الأهلي.
  • إصلاحات سياسية واقتصادية: هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة في المنطقة، لمعالجة الجذور المشكلة

إنّ ظاهرة الاقتتالات العشائرية في شمال شرق سوريا تُشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل المنطقة وأمنها.

ويجب على جميع الأطراف المعنية، من قوى محلية ودولية، العمل معًا وبشكل جادّ لمعالجة هذه الظاهرة من خلال دعم الجهود الرامية إلى حلّ الخلافات بشكل سلمي، ونشر ثقافة التسامح والقبول، وتعزيز سيادة القانون والنظام في المنطقة.يا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.