هناك بعض المهن والأعمال التقليدية انقرضت في ظل الظروف الاقتصادية قاسية لأسباب متنوعة في سوريا بما في ذلك الافتقار إلى القدرة الشرائية والمشاكل الناجمة عن الاستعانة بالمواد الخام في خطوط التصنيع وغير ذلك من الصعوبات فالحرف التي تم إحياؤها هي التي توفر الخدمات التي يحتاجها المواطن في الظروف الحالية وتلبي طاقاته المادية ومنها حرف خدمية مثل ميكانيك السيارات وتصفيف الشعر والزينة النسائية وما يشابه ذلك لأنها حاجة يومية لا غنى عنها وتأثرت بكل أنواع الضغوط الاقتصادية إضافة إلى الحرف الإنتاجية ذات الطابع الاقتصادي مثل الموبيليا والمعادن وحرف الحلويات والخراطة التي ما تزال موجودة وتنتج الكثير من السلع كبدائل للمستوردات
كما يشمل ذلك الحرف اليدوية التي تقوم بصنع المكونات المطلوبة لعمل كافة المنشآت الحرفية والصناعية الجديدة كتصنيع خطوط وأفران الإنتاج الصناعي وكذلك تصنيع مستلزمات المعدات الزراعية
كما لفت حضوة إلى أن أعمال الحرفية الذهبية والفضية استعادت نشاطها بشكل كبير نظرا لطبيعتها الاقتصادية ووجود زبائن يحتاجونها لمناسبات خاصة فورش الحرف الذهبية والفضية بقيت مفتوحة طيلة فترة الأزمة وكان لها الأثر الإيجابي في المعروض من المنتجات وفمتى سيكون هناك جهودا لسن قوانين جديدة ستساعد على إحياء هذه المهن في سوريا
أما القسم الأخير فيشمل الحرف التقليدية مثل البروكار السوري والموزاييك والصدف وغيرها والتي تباع للدول في جميع أنحاء العالم ولأن قدرة السوريين على الشراء ضئيلة فإن السوق المحلية لهذه المنتجات ترتبط بالسياحة وطلب التصدير مرتفع عليها
أما سوق المهن المرتبطة بالإكساء وإعادة الترميم في سوريا فقد انتعشت وذلك في ضوء عودة المواطنين لبعض الأماكن التي التي تعرضت للدمار ورغبة الناس في العودة إلى ديارهم والهروب من الإيجارات المرتفعة
ويمكن وصف عودة هذه المهن بأنه تكيف اقتصادي لظروف الأزمات والحروب فضلا عن التداعيات والتغيرات والضغوط الدولية بالإضافة إلى الفجوة الكبيرة في المعيشة بين الدخل ومبالغ المال المطلوبة للوصول إلى مستوى أعلى من خط الفقر.
وكل هذا أدى إلى تغيير في طبيعة العمل في سوريا حيث كان بعض الشباب في الماضي يرفضون العمل في أنواع معينة من المهن مثل توزيع الطلبات في المطاعم ولكن الآن ومع تزايد الحاجة المالية كاد هذا الرأي أن يختفي وهذه الوظائف مطلوبة بشدة
وفيما يتعلق بإمكانية بقاء هذه المهن التي ازدهرت في ظروف فريدة على المدى الطويل في سوريا فمن المستحيل تصنيف جميع المهن على أنها مستدامة أو غير مستدامة فعلى سبيل المثال تتبع ميدان العمل في مجال الطاقات المتجددة كاستراتيجية بديلة للطاقة الأحفورية من أجل البيئة ولكن بمجرد عودة الحياة الطبيعية وتوفر الكهرباء قد يقل طلب المواطنين عليها.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى