رأت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن التحركات الروسية في القضايا الإقليمية لا تزال “ضعيفة التأثير”، ما دفع خبراء في موسكو إلى الحديث عن أن روسيا، التي دخلت إلى المنطقة بشكل عريض من البوابة السورية، ما زالت “غير قادرة على المنافسة فيها أو تحقيق مكاسب كبرى”.وقالت الصحيفة في تقرير، السبت، إن “الواقع الحديث في كل من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، قد أعاد الكلام مجدداً عن أولويات السياسة الإقليمية الروسية، ومدى قدرة الكرملين على استثمار (انتصاراته) في سوريا لتحويل روسيا إلى لاعب مهم ومؤثر في المنطقة”.وأضافت أنه في كل أزمة أو استحقاق إقليمي، تحشد روسيا أوراق التأثير المتاحة لها في إطار تحالفات أو محاور تعتمد في وجودها على توازن دقيق وصعب، وهشّ في معظم الأحيان، كما حدث من خلال إطلاق عمل ترويكا “آستانا” التي حققت لموسكو الكثير من المكاسب، وعلى رأسها تثبيت وقف النار في غالبية الأراضي السورية، وحرف العملية السياسية للتسوية عن جوهرها وفقاً للرؤية الروسية لآليات تنفيذ القرار 2254.ولكن في المقابل، وفق الصحيفة، غاصت موسكو في “مشكلات” الحلفاء، وبدت اجتماعات “آستانا”، في دوراتها المتتالية جزءاً من عملية متواصلة للمحافظة على وجود المجموعة والإبقاء على التوازن القائم للمصالح بين أطرافها.واعتبرت “الشرق الأوسط” أن إحدى الأولويات الرئيسة لسياسة موسكو الخارجية، تتمثل في الحفاظ على التأثير على دمشق وتوسيع المصالح الاقتصادية الروسية، إذ تتوقع موسكو أنها بعد انتخابات النظام ستكون قادرة على التأثير على كفاءة الاقتصاد السوري، وتعزيز بدء الإصلاحات السياسية والاقتصادية في البلاد، وأيضاً تشكيل نظام سياسي أكثر شمولاً، إلى جانب تنشيط عمل اللجنة الدستورية السورية.ووفق الصحيفة، فإن “موسكو تعي أن المنافسة مستمرة في النمو في سوريا مع إيران في المجالات السياسية والجيوسياسية والاقتصادية. ولذا؛ تكمن أولوية موسكو استراتيجياً في تعزيز مواقعها… ليس فقط في سوريا، بل أيضاً في لبنان، حيث تتمتع إيران أيضاً بموقع قوي وتسعى إلى تعزيز قوتها في بلاد الشام بمساعدة (حزب الله)
وكالات