لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتبع منهجية مبهمة في تعاملها مع الملف السوري بكافة تفاصيله، وسبب تعاملها السياسي المحاط بالضبابية ارتباكا كبيراً للدول التي تسعى للتطبيع مع النظام السوري وخصوصا الدول العربية، ويبدو أن الوثيقة اللاورقية الأردنية المبنية على تغيير سلوك النظام وليس الإطاحة به هي الرسالة الأمريكية الاوضح في المرحلة الراهنة للتعامل مع الشأن السوري، وهذا ماأكده رئيس المجلس السوري الأمريكي، زكي لبابيدي،حيث قال: إن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومن قبلها إدارة دونالد ترامب، تريد تغييراً في النظام السوري، لكن بسبب القانون الأمريكي فإن واشنطن لا يمكن أن تعلن أن هدفها هو تغيير النظام، وأوضح أن إعلان واشنطن نيتها تغيير النظام في سوريا لن يحدث إلا بسبب وجيه كما حصل في العراق، بسبب الأسلحة الكيماوية، مضيفاً أرى السياسة الأمريكية هي إحداث تغيير سياسي في النظام، وتغيير سلوكه وفي الحقيقة تريد تغييره بالفعل،
وحول التطبيع مع النظام السوري من بعض الدول، رأى رئيس المجلس السوري الأمريكي، أن الإدارة الأمريكية لن تتدخل بهذا الموضوع لأن النظام سينهار، وبالنسبة للمجتمع الدولي لا يوجد بديل جاهز، بالتالي لا يريدون فراغاً أمنياً وسياسياً في سوريا، الأمر الذي يخلق مشاكل أكبر تساهم في ظهور التنظيمات المتطرفة وشدد على أن الموقف الأمريكي حيال سوريا غير واضح، مشيراً إلى أن الجالية السورية الأمريكية تحاول مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء في الكونغرس لتغيير سياسة واشنطن حيال سوريا، وهذا مايبدو غير ممكناً مقارنة من خلال استراتيجية أمريكا في سوريا ومحاولة التنصل من مسؤوليتها في سوريا وتسليم الملف بالكامل إلى روسيا،