سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
قيمت دول العالم نظام الأسد بأنه نظام قائم على صناعة المخدرات وتجارتها ،وقد كشفت مصادر خاصة عن أبرز 3 مقرات يستخدمها نظام الأسد في تصنيع الحبوب المخدرة وطبيعتها والمشرفين عليها، فضلاً عن كشفها معلومات أخرى تتعلق بطرق تصديرها إلى دول الجوار وخاصة الخليج وتركيا، مشيرة إلى أن نظام المخدرات وبالتعاون مع ميليشيا حزب الله شكّلا أكبر شبكة لتصدير المخدرات بالعالم، وباتت تضاهي في عدد الكميات عصابات المخدرات المكسيكية والكولومبية.
وأولى المقرات المستخدمة في التصنيع وفقاً للصيدلي والكيميائي وأحد الأشخاص الذين تم توريطهم للعمل في مصنع للمخدرات أحمد سليمان كان بريف اللاذقية، حيث وبسحب الصيدلي فقد تلقى عرضاً سنة 2014 للعمل لدى شركة أدوية افتُتحت حديثاً تحمل اسم عَقَار للصناعات الدوائية، وأنه تلقي عرضاً مغرياً للعمل، حيث كان الراتب مغرياً جداً ويعادل خمسة رواتب يتلقاها أي صيدلي في الأيام العادية.
وبحسب الصيدلاني، فإن الشركة التي تلقى العرض للعمل بها تبيّن أنها ليست سوى معمل لتصنيع المخدرات، وأن المصنع يقع قرب بلدة البودي التابعة لمدينة جبلة، وهو عبارة عن نفق كبير يضم الكثير من الغرف تحت الأرض وأشبه بالمنجم، مجهز بغرف على جانبي ممر طويل ويمتد على طول نحو 500 متر مقسمة على 8 غرف وقد كانت كل غرفة مخصصة لشخصين يعملان ضمن مهمة معينة، ولا يمكن للعمال الاختلاط أبداً وكل شخص يعمل في نطاق معين وهو غير مخول لمعرفة الخطوة التالية للأمر الذي أنجزه، وفي آخر هذا الممر يوجد باب آخر يؤدي إلى مستودعات التخزين.
أما المقر الثاني، فقد كشف وليد الذي كان المشرف الأول على مخابر مديرية الصحة في حمص لوسائل إعلامية، تفاصيل استخدام نظام المخدرات لمبنى محصّن يقع بريف حمص، الأول يقع في منطقة تلكلخ الحدودية مع لبنان بريف حمص الغربي، ضمن تكتل مكون من 3 مبان.
يستخدم فيها 3 أبنية كمقرات لميليشيات إيران وحزب الله، أما المبنى الذي يتوسطها فهو المبنى المستخدم في عمليات التصنيع، مشيراً إلى أن نظام المخدرات جنّد بعض موظفي مديرية الصحة في عمليات التحليل والتركيب الكيميائي الخاصة بالمخدرات خاصته.
أما بالنسبة للمقر الثالث فيقع في المنطقة الواصلة بين درعا والسويداء، وتحديداً في مناطق انتشار البدو الذين جنّد نظام المخدرات كثيرين منهم لتنفيذ عمليات القتل بحق السكان المحليين، مشيرة إلى أن المقر يقع على طريق السويداء – درعا قرب بلدة رساس جنوب السويداء، مع وجود مقر آخر قرب منطقة نصيب الحدودية مع الأردن بريف درعا، حيث يتم نقل المخدرات من المقر الأول بريف السويداء إلى مقر الشحن بريف درعا تمهيداً لتصديره عبر الأردن.
تأمين المواد الأولية المستخدمة في صناعة المخدرات عادة ما يتم نقلها من لبنان إلى سوريا وذلك عبر ميليشيا حزب الله، حيث يتم إدخالها بواسطة شاحنات كانت تصل يومياً إلى المقر الذي عمل به، لتقوم ذات الشاحنات بنقل الكميّات المصنّعة لاحقاً وتصديرها، فيما كان خبراء إيرانيون يتولون مهمة الإشراف على عمليات الإنتاج وكانوا هم من يضعون المقادير المخصصة لكل عجنة.
ورغم كل المغريات العربية للحد من صناعة وتجارة المخدرات ،لازال النظام السوري متمسكا بهذه الصناعة لماتوفره له من أموال كبيرة .