يقال أنه بدأ الدعم الأميركي السياسي واللوجستي لفصائل المعارضة المسلحة منذ عام ٢٠١٣ ففي أوائل شهر آذار من ذلك العام تحدث مصدر أمني أردني عن أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعمل على تدريب الثوار غير الإسلاميين في الأردن في محاولة لتقوية العناصر العلمانية في المعارضة باعتبارِ ذلك حصنا ضد التطرف الإسلامي وضروريا للبدء في بناء قوات الأمن للحفاظ على النظام في حال سقوط الأسد
ثم أعلنت الولايات المتحدة في نيسان من العام نفسه أنها مولت بمبلغ سبعين مليون دولارا برنامجا لتدريب الثوار وتأمين الأسلحة في سوريا وتم بعدها إنشاء غرفتي الموم والموك والغرفة الأخيرة هي غرفة تنسيق عسكري تحوي مندوبين عن الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية إضافة لممثلين عن استخبارات بعض الدول العربية وقامت الموك التي اتخذت من الأردن مقرا لها بتقديم الدعم العسكري لفصائل ما كان يعرف بالجيش الحر وبالأخص في المنطقة الجنوبية أما غرفة موم فاتخذت من تركيا مقرا لها وقامت بدعم الجيش الحر في الشمال السوري
واستمر وجود الفصائل السورية المدعومة أميركيا حتى صدور قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام ٢٠١٧ بإيقاف الدعم ولم يكن إيقاف الإدارة الأميركية السابقة برنامج المساعدات المتعلقة ببعض فصائل المعارضة المتسمة بالاعتدال أمرا مفاجئا لأنه كان من وعود حملة ترامب الانتخابية بتخفيف الإنفاق العسكري الأميركي في الخارج
وبين هذا الأمر في حينه دلالات وإشارات عديدة فقد جاء بالتوازي مع تفاهمات روسية وأميركية في الجغرافيا السورية وخاصة بعد اللقاء الثنائي بين ترامب والرئيس الروسي بوتين في مدينة هامبورغ الألمانية
وجاء توقف الدعم عن الفصائل السورية عبر تقليص تدريجي وعلى دفعات ليتحول فيما بعد إلى دعم مشروط من أجل قتال تنظيم الدولة “د ا ع ش” في حين تم إيقاف تدريب المقاتلين في تموز ٢٠١٧ ورفع الدعم عن فصيل لواء شهداء القريتين وسحب الأسلحة الثقيلة منه بعد مخالفته تعليمات الداعمين
ورغم كل ذلك ما تزال هناك بعض الفصائل السورية المدعومة أميركيا وخاصة تلك الموجودة قرب قاعدة التنف الأميركية.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى