مع دخول الثورة السورية عامها الثاني عشر لاتزال التحقيقات والوثائق والدلائل شاهدة على إجرام النظام السوري، الذي كان ولا يزال يستعمل اعنف وابشع الوسائل لقتل الشعب الاعزل الذي كان جرمه الوحيد أنه طالب بحريته فقط.
اليوم الغارديان تنشر لقطات مؤلمة جداً لإعدامات جماعية قامت بها عناصر تابعة للمخابرات العسكرية بحي التضامن بدمشق و ذكرت بالإسم ” أمجد يوسف ” أحد العناصر الأمنية الذي لا يزال يمارس عمله بالأمن العسكري.
أمجد هو ضابط في مخابرات الأسد برتبة رائد، في فرع المنطقة. وهذه الصورة التقطها له عنصر آخر ربما كنوع من التوثيق للقيادة، بتاريخ 16 نيسان 2013.
حينها كان أمجد يسحب 41 سورياً بهذه الطريقة في حي التضامن بدمشق، معصوبي الأعين، إلى حفرة كان قد أعدها زملاء أمجد في الفرع، قبل أن يطلب منهم الركض بسرعة لأن هناك قناصاً ما.
ثم وعند انطلاق الشخص وقبل أن يقع في الحفرة أو بعد… يمطر أمجد وزملاؤه الضحية بالرصاص ليتكدس فوق من سبقه.
بعد ذلك يسكب العناصر الوقود على الضحايا ويحرقونهم مع بعض الضحكات والنكات، قبل أن يعودوا إلى الفرع ويخبروا القيادة أن “المهمة أنجزت”
ليقوم آخرون لاحقاً بإغلاق الحفرة، حتى يأتي وقت ما ربما تقوم فيه السلطات بفتحها وتكشف عن مجزرة ارتكبتها الجماعات التكفيرية!
كيف نبشت هذه الحكاية الآن بعد أن دفنت في 2013
الجريمة لا تموت ولا يمكنك دفنها!
قبل مدة طلب من مجند أن يصلح لابتوباً في أحد الفروع، المجند كان فضولياً، فتح بعض الملفات، كان واحداً منها هو فيديو المجزرة.
المجند وأمام هول المشهد قام بسرقته وأرسله إلى صديق في فرنسا ثم وصل الفيديو إلى شخصين في أمستردام.
هما البروفيسور أوغور أوميت أنغور والباحثة السورية أنصار شحود من “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام. وفي هذا العام نشر البروفيسور أغور كتاباً بعنوان “الغولاغ السوري”، بالاشتراك مع السوري جابر بكر، وهو “أول كتاب بحثي يوصف ويحلل هيكلية سجون النظام”. (غولاغ: معتقل سيبيري سوفييت شهير).
وبدأ البحث عن العسكري الذي كان يرتدي قبعة صيد ويقوم بإعدام المدنيين. بعد سنتين من البحث تمكنت أنصار من العثور عليه.حيث قامت
أنصار بإنشاء حساباً على فيسبوك باسم “آنّا ش” مع صورة لبشار الأسد، وقدمت نفسها كعلوية تقوم إعداد دراسة عن سورية الأسد الصامدة المنتصرة.
خلال فترة البحث استطاعت أنصار الوصول إلى قرابة 500 من رجالات النظام. ومئات ساعات التسجيل وكميات كبيرة من المعلومات. ولكن بقي البحث مستمراً عن صاحب القبعة.
وفي آذار 2021 تم العثور على حساب أمجد، عندما وجدته أرسلت له طلب صداقة، فقبله مباشرة باعتبار الأصدقاء الذين كانوا لديها وجلهم من جماعة النظام، وخلال أشهر تعززت علاقة “آنا” بأمجد. كانت آنا تسأله عن معاناته وكيف يمكنه أن يرتاح ويعيش وهو يحارب “الإرهاب”. كان أمجد سعيداً… أخيراً هناك من يقدر تضحياته وتعبه!
وبعد أشهر، حدثها عن أخيه العسكري الآخر الذي قتل، وقال لها إنه انتقم، وقتل الكثيرين.
بعد ذلك أرسلت له أنصار من حسابها الحقيقي مقطع من فيديو المجزرة من 14 ثانية، قال لها: هذا أنا؟قالت: نعم
قال: هذه وظيفتي، وكنت أنفذ مهمتي باعتقال بعض الأشخاص وأنا فخور بذلك.
لاحقاً أدرك أمجد أنه أكل خرى، فهدد أنصار بالقتل هي وعائلتها واستمر بذلك حتى حظرته.
في شباط الماضي 2022 سلّمت أنصار وأغور مقاطع الفيديو والتسجيلات وآلاف الساعات من المقابلات إلى المدعين العامين في هولندا وألمانيا وفرنسا.
مصير المجنّد الذي سرّب هذا الفيديو؟
هذا المجنّد اتجه إلى حلب، هناك دفع لعقيد في الفرقة الرابعة رشوة بقيمة 1500 دولار مقابل السماح له بعبور المنطقة إلى ريف حلب الشمالي، وتم إلحاقه بسيارة حملت شحنة كبتاغون نقلها عناصر الفرقة الرابعة إلى الضفة الثانية حيث قوات المعارضة!
وانتقل المجند لاحقاً إلى تركيا ثم إلى أوروبا.
واليوم تم نشر هذه القصة مع فيديو يحمل بعض المقاطع المشفرة من المجزرة في صحيفة الغارديان البريطانية.
ناشطون يكشفون عن بعض أصدقاء الضابط
كما سرب ناشطون صور للرابط مع بعض أصدقائه منهم المدعو علي ونوس، مدرب رياضي، ظهر في عدة صور مشتركة مع المجرم أمجد يوسف كصديق له، وهو مقيم حالياً في الدوحة، بقطر قد يكون شاهداً محتملاً على المجزرة.
هل سيختفي أمجد
لا طبعاً، سيختفي أمجد ببساطة، ستصدر تعميمات بمنع استخدام الفيسبوك من قبل عناصر وضباط الفروع الأمنية، ستذهب سيارة زفت إلى المنطقة وتعيد تزفيت الشارع فوق أجساد الضحايا،