موائد الرحمن تجسيد حي للتكافل بين كافة الطبقات والفئات في الشهر الفضيل الذي يفرز حالة حية من التسامح والمودة والقرب بين الناس ولعل ظاهرة موائد الرحمن على قدمها بدأت منذ مئات الأعوام ولكنها تزايدت في الفترة الأخيرة بمعدل كبير ومحبب
على الرغم من الظروف الاقتصادية المتردية والأوضاع المادية الصعبة فإن ظاهرة موائد الرحمن لا زالت تتمدد وتستمر بوتيرة متصاعدة وهذا يعكس حالة الحب والتسامح والمودة والتكافل بين الناس في رمضان سواء من المسلمين تجاه بعضهم أو تجاه غيرهم ولعل ظهور موائد الرحمن في السنوات الأخيرة يصيب الإنسان بحالة من المحبة والمودة في هذا الشهر الفضيل إلا أن كتب التاريخ تشير إلى أن موائد الرحمن ليست فكرة حديثة أو معاصرة فقد دأب العديد من الأمراء والسلاطين وحتى التجار والأعيان على ممارستها وإقامتها منذ مئات الأعوام
وقد بدأت مائدة الرحمن في الظهور منذ أزمنة حيث ينقل المؤرخون ظهور فكرة مَوائد الرحمن منذ العصر الأيوبي في دمشق حيث يفتحون بيوتهم للفقراء وعابري السبيل طوال أيام شهر رمضان من أجل تناول الإفطار بلا مقابل والهدف من هذا هو إشاعة البر والتقوى والإحسان وروح التكافل بين المسلمين وبعضهم وتشير المصادر أيضًا أن هذا النظام سار عليه مابعدهم أيضًا والذين أتوا بعد الدولة الأيوبية وسنوا سنة ولم يكتفوا برمضان فقط بل أمروا بصنع الكعك الخاص بالعيد وتوزيعه على كافة أهل الشام ومن هنا نعرف أن موَائد الرحمن ليس بالأمر الجديد فقد بدأت وتطورت في الشام منذ مئات الأعوام وهي ليست بالظاهرة الحديثة على الإطلاق.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى