مكاسب النظام السوري من عودته إلى الجامعة العربية

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

تحدثت وكالة رويترز عن اعتزام المملكة العربية السعودية دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في أيار المقبل، وقالت نقلاً عن مصادرها إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان سيتوجه إلى سوريا في الأسابيع المقبلة لتسليم بشار دعوة رسمية لحضور القمة.

وتكثّف الجدل حول قدرة الأطراف العربية على تعويم بشار الأسد مجدداً، والشروع بمرحلة إعادة الإعمار، فيما تُحجم الولايات المتحدة وأوروبا عن الانخراط في هذه العملية، مشترطة قبل الموافقة البدء بحل سياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا.

وتتباين القراءات بخصوص المكاسب التي سيجنيها النظام السوري من العودة للجامعة العربية، ويرى البعض أن مكاسب بشار ستكون كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

فعودة النظام للجامعة تعني عودة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول العربية.

فالكيفية التي يدير بها بشار ما تبقى من اقتصاده، وقدرته على التحكم بعمليات الاستيراد والتصدير، من شأنها زيادة مداخيل العملات الأجنبية، علاوة على العائدات المالية التي سيجنيها النظام جراء عودة العمل باتفاقية تنظيم النقل بالعبور بين الدول العربية ، حيث من المنتظر أن تعاود شاحنات البضائع من تركيا ولبنان استخدام الأراضي السورية للعبور نحو الخليج العربي.

وهذه المكاسب هي محط تفاوض الأطراف العربية مع النظام السوري، بحيث يُطلب منه مقابل هذه الامتيازات الالتزام ببعض البنود المتعلقة بالحل السياسي.

وبما يخص العقوبات المفروضة على الأسد، وتعارض هذه الامتيازات معها، فلا فاعلية للعقوبات على الإطلاق، لأن الدول تحرص على ألا تقدم أي دعم عسكري أو أمني.

لكن هناك من يشير إلى دور العقوبات الأمريكية في تجميد إطلاق أي خطوة على صعيد عملية إعادة الإعمار، حيث ينص قيصر على تجميد مساعدات إعادة الإعمار وفرض عقوبات على النظام والشركات المتعاونة معه، وهو ما يُفاقم من مخاوف أي طرف يرغب في دعم الأسد اقتصادياً.

وثمة مكاسب سياسية سيجنيها النظام في حال عودته إلى الجامعة العربية، من خلال عودة السفارات وفك عزلته، إلا أنها غير كافية لإعادة إنتاج النظام على الصعيد الدولي .

فمكاسب النظام من العودة للجامعة العربية لن تُعطي النظام السوري الشرعية السياسية خارج المنطقة، بمعنى أنه من الصعب على الدول خارج المنظومة الإقليمية فتح أي علاقات دبلوماسية مع الأسد، لأن التعامل معه يجلب العار السياسي لأنه نظام إبادة، والكثير من الدول ستفكر ملياً قبل الإقدام على ذلك.

وبالعودة إلى المكاسب الاقتصادية التي سيجنيها النظام السوري من العودة للجامعة العربية، فمن الصعب ترجمة التطبيع إلى مكاسب اقتصادية، فاليوم انتهى عصر تقديم الدعم الخليجي دون مقابل، فالدول العربية تتطلع للحصول على استثمارات مقابل الأموال، علماً أن الأسد رهن كل مقدرات الدولة لروسيا وإيران.

فالحديث في واشنطن يتركز الآن حول توسيع قانون قيصر، فقيصر وبرامج العقوبات الأمريكية الأخرى حاضرة بقوة.

لكن مع ذلك، فالتطبيع مع النظام السوري قد يخلق المزيد من الضغوط على الإدارة الأمريكية الحالية والقادمة.

في المقابل، فمن المبكر الحديث عن مكاسب النظام من العودة للجامعة العربية، لأن كل الأنباء التي تتحدث عن ذلك لا زالت غير مؤكدة، ومصدرها مكتب تابع لوكالة عالمية في بيروت.

وحتى الآن لا وضوح لمسألة عودة النظام إلى الجامعة العربية، وسمعنا قبل أيام تأكيدات من أطراف عربية على عدم وجود اتفاق عربي أو إجماع على عودة النظام إلى الجامعة”، وذلك في إشارة إلى الموقف القطري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.