مصالحات وتسويات النظام السوري غياب الأمن ومصير مجهول بين الاعتقال أو الاغتيال أو مفقودين في البحار

سوريا – فريق التحرير 

ذكر موقع “المونيتور” أن العودة الاسمية للنظام السوري إلى جنوب سوريا لم تحقق الاستقرار والأمن في المنطقة، وأصبحت واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة في البلاد بعد خمس سنوات من المصالحات.

وأشار التقرير إلى أن الحياة في جنوب سوريا يائسة لدرجة أن الكثيرين يخاطرون بحياتهم عبر البحر بحثًا عن مستقبل أفضل، حيث يأتي معظم ضحايا قارب الموت الذي غرق قبالة سواحل اليونان من درعا.

وعلى الرغم من أن التسوية قد لا تؤدي إلى فرص كبيرة للحياة في سوريا، فإنها تتيح جواز سفرًا وفترة استفادة من مهلة الأشهر الستة للفرار من البلاد.

كما نقل التقرير عن نشطاء في درعا أن هذه المدينة شهدت أكثر من 2000 محاولة اغتيال منذ عام 2018، وأن ألفي شخص تم اعتقالهم بعد التسوية، وقتل 92 منهم تحت التعذيب.

تعد مصالحات وتسويات النظام السوري مع المعارضين لها الوهمية في سوريا من أبرز الملفات السياسية التي تثير جدلاً واسعاً في الأوساط السورية والدولية.

فقد شهدت سوريا خلال الأعوام الماضية عدة مصالحات وتسويات بين النظام وبعض المجموعات المسلحة، إلا أن هذه التسويات لم تجلب الأمن للطرفين، بل على العكس تسببت في نزوح آلاف المدنيين وانتهاك حقوقهم.

 

ففي كثير من الأحيان يتم إجبار المدنيين على مغادرة منازلهم ومصالحهم بشكل قسري، حتى يتمكن الجانبان من تطبيق اتفاق التسوية. كذلك، يستغل النظام هذه التسويات لإخضاع المعارضة وإجبارها على التخلص من أسلحتها، دون أن يقدم أية ضمانات حول سلامة حقوق هؤلاء المعارضين.

 

ومن المؤسف أن هذه التسويات لم تحقق أي نتائج إيجابية على المدى الطويل، بل على العكس تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية وتفشي الفوضى والانفلات الأمني في مناطق كثيرة من سوريا. وبالرغم من ذلك، يستمر النظام في إبرام مثل هذه التسويات، دون أن يبدي أية حرص على حل الأزمة بشكل جذري ودائم.

 

ولا يخفى على أحد أن هذه التسويات لا تعدو كونها حلول مؤقتة وغير مستدامة، فالأزمة في سوريا تحتاج إلى حلول شاملة وشرعية تضع حداً للصراع المستمر منذ سنوات. وإلا فإن استمرار هذه التسويات سيؤدي إلى استمرار انتشار الفوضى والانفلات الأمني في سوريا، مع تزايد نسبة النزوح والتشرد بشكل مستمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.