مروان حديد.. ثائر ومعارض وشاعر

ولد مروان حديد في مدينة حماه عام ١٩٣٤ لأبوين مسلمين محافظين أشد المحافظة والده الحاج خالد حديد يعمل تاجراً في أحد أسواق حماة التجارية ووالدته الحاجة رئيفة البارودي ربة منزل ذات شهرة واسعة في كرمها وسخائها فكم تصدقت حتى بأثاث البيت والثياب وربما حتى ببعض ما ترتديه عليها فهي لا تطيق أن تسمع كلمة نجدة أو استغاثة حتى تكون لها ملبية بما تملك وربما فوق ما تملك وقد كان مروان حديد شابا طويلاً ممشوق القامة قوي البنية عريض المنكبين له شعر أملس أحمر حليق الشارب واللحية ثاقب النظرة له لياقته ولباسه الأنيق الذي يلفت النظر
ومروان حديد من أسرة عريقة معروفة في حماه وتتميز بما أتاها الله من بسطة في الجسم وميزات قيادية وإن اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم الفكرية وهو الرابع من خمسة أشقاء وله أربع أخوات فشقيقه الأكبر واسمه أحمد محام مشهور ومزارع كبير آثر العمل خارج حماه في منطقة الجزيرة وهو أحد الأعضاء البارزين في الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إلى أكرم الحوراني وكان مسؤولاً عن منطقة الجزيرة شمال سوريا بأكملها وشقيقه الثاني عدنان ) يحمل شهادة الدكتوراة في الصيدلة والمخابر وله نفس اتجاه أخيه أحمد مع صبغة تحريرية واضحة عاش ولا زال يعيش في أوروبا بعد أن تزوج من فتاة دانيماركية وأخوه الثالث كنعان ضابط كبير مسرح له نفس الانتماء قام عبد الناصر بتسريحه من الجيش وهو برتبة رائد أيام الوحدة بعد خصام مع ضابط مصري كبير أدى إلى إشهار السلاح بوجهه ورغم اختلافنا مع أفكاره نتحدث عنه كشاعر له قصائد صورت حقبة من حياة سوريا المعاصر.ومما كتب من شعر هذه الأبيات :
اقتلوني مزقوني أغرقوني في دمائي
لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي
أنتم رجس وفسق أنتم سر البلاء
أنتم كفر و غدر نهجكم حجب الضياء
سمكم ما زال يسري كأفاع في خفاء
حقدكم يبدو لعيني حقد رقطاء العراء
قتلكم فيه شفائي لن تعيشوا في صفاء
كنتم للشعب داء يوم أمسى في عماء
حزبكم أضحى غثاء أو قريبا من غثاء
حزبكم أمسى كريها ريحه كالخنفساء
جيشكم أضحى ذليلا لم يعد فيه فدائي
جيشكم راض بظلم من غباء أو رياء
حكمكم دوما خؤون باع أرضي و فضائي
بعتم الجولان سلما دون سفك للدماء
قبلها كنتم أسودا و سيوفا ذات داء
يوم حاربتم شعوبا دينها رمز العطاء
يوم هاجمتم بيوتا قد أقيمت للدعاء
و سمحتم ليهود بعد في تحويل ماء
يا سيوف الله هبوا من سبات لضياء
لقنوا الباغين درسا و اقذفوهم للفناء
أشبعوا الأتباع ضربا شردوهم في العراء
و ارفعوا رايات دين حكموا شرع السماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.