منذ فترة شهدت مدينة أسطنبول التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لتركيا حدثاً اقتصادياً كان يمكن أن يكون اعتيادياً لو أن صاحب الحدث ليس محمد علوش كونه عرف حتى وقت قريب بأنه متحكم أو مستثمر ملف غوطة دمشق المحاصرة والتي كان مسلحوه ومسلحو مليشيا فيلق الرحمن يتنازعون السيطرة والهيمنة فيها فقد كشف ذلك الوجه الحقيقي لمن صعد على آلام السوريين وسرق منهم حلمهم بوطن يستحق العيش فيه فلا هم أبقوا الوطن ولا بقوا فيه بل سلبوا ما أمكن لهم على حساب عذابات السوريين قبل أن يلوذوا بالفرار ويستقروا في أمكان مترفة متفرغين لأعمالهم الخاصة التي افتتحوها من أموال تلقوها باسم السوريين
ومحمد علوش هو ابن عم زهران علوش القائد السابق لجيش الإسلام والذي قتل في غارة لقوات النظام في الخامس والعشرين من كانون الأول ٢٠١٦ وبدأ أسمه بالبروز عقب تعينه كبيراً للمفاوضين بما أن سوريا كل شيء فيها بالوراثة كما بشار استلم الحكم بالوراثة ومصطفى طلاس ورث رتب عسكرية وأموال بالوراثة فقيادات المعارضة بالوراثة فكل يسلم ابنه أو أخيه أو ابن عمه فياسر فرحان يرثه مضر ومحمد علوش يرث زهران فكان محمد علوش ضمن الوفد الممثل للمعارضة في المفاوضات السورية في إطار الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض
ويبدو أن علوش قد حظي بالقبول الروسي رغم أن جيش الإسلام مصنفة على قوائم الإرهاب لدى موسكو ففي العام ٢٠١٧ قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في مؤتمرٍ صحفي إن جميع الفصائل التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مدعوةً للمؤتمر الاستانة عبر ممثليها الذين وقعوا على الاتفاق أنفسهم وأضاف الوزير إن بلاده لا تعارض مشاركة محمد علوش ممثلاً عن جيش الإسلام لمشاركته في الاتفاقات التي تم التوصل إليها إضافة إلى أنّه غير مدرج على قوائم المنظمات الإرهابية لدى الأُمم المتحدة ويمكن لكل فصيل غير مرتبط بداعش أو جبهة النُصرة الانضمام إلى اتفاق ٢٩كانون الأول ونحن ندعو كافة الفصائل لذلك
وكان واضحاً مدى الاستجابة والخدمات التي نفذها علوش عبر مسلحيه للجانب التركي حيث سعى لاستغلال منصبه في إطار اتهام باقي المكونات السورية بالإرهاب دون محاولة التحاور معها والوصول إلى توافقات قد ترضي جميع السوريين على اختلاف مشاربهم العرقية والسياسية والدينية.
ويتبين أخيراً أن علوش قد قرر الأكتفاء ربما مما استحصله باسم السوريين وتوجه على إثر ذلك للتفرغ لمطاعمه واستثماراته وهي ربما كانت غائبة عنه في أكبر أحلامه لولا تحوله إلى تاجر حرب كانت آخر نتجاتها افتتاح مطعم برجي ليضاف إلى مطعم أصغر وأقدم منه تم افتتاحه مطلع ٢٠١٦ وبنفس الاسم وهو إيوان حيث تواجد المفاوض السابق باسم السوريين بنفسه في افتتاح المطعم ويقف في الصف الأول للمستقبلين فيقطع معها الشك باليقين حيث جاء افتتاح المطعم الذي يقدر بمئات آلاف الدولارات بالتزامن مع الحملة التي يشنها النظام والروس على إدلب لتؤكد أن علوش وأمثاله ليسوا معنيين سوى بمصالحهم الشخصية وإن على أنين المغتربات وعذاب الميتمين وجوع المهجرين الذين ضاقت بهم السبل.