الحسكة- مراسل باز_الاخبارية
لازالت أزمة المياه تخنق المواطنين في مدينة الحسكة وماحولها, وهي متجهةٌ إلى النفاد, حيث بدأت آمال المواطنين بالتلاشي أمام وجود حلٍ حقيقي يوفر لهم مياه الشرب على أقلِّ تقدير,
أزمة خزان صافر, أزمة سدّ النهضة الإثيوبي, أزمة الفيضانات في بعض الدول الأوروبية, والعديد من الأزمات غيرها على المستوى العالمي, أخذت صدىً واسعاً, وتخصيص مفوضين ومبعوثين أممين وتعاطفاً إنسانياً تحت قبة الأمم المتحدة, ومجلس حقوق الإنسان, وإدانات واستنكاراتٍ واستهجانٍ قوي ودعواتٍ لمقاطعة ومحاسبة مسببين تلك الأزمات, بغض النظر عن هوية المسؤول, سواءً كانت الطبيعة, أم تلك التي بفعل إنسان, حالةٌ تكّرسُ مدى اهتمام تلك المؤسسات الأممية والإنسانية بالتعامل مع الحاجة الملحة للمتضررين والتباكي على حالهم, ولكن هل المواربة في العمل الإنساني, والازدواجية الواضحة في تعامل تلك المنظمات والهيئات الرسمية, على الصعيدين الإنساني والسياسي, على الأساس الجغرافي أو المناطقي, أليست عاراً في جبين تلك المؤسسات, وللمقارنة الدقيقة والملامسة للواقع المرير الذي تعاني منهُ مساحة جغرافية هائلة, تبدأ من مدينة تل تمر في الشمال, مروراً بمدينة الحسكة وضواحيها, وصولاً إلى الشدادي والمنطقة الجنوبية بكاملها, وحرمان ما يقارب ثلاثة ملايين مواطن, بين طفلٍ وامرأة وشيخٌ مسن من أبسط حقٍ من المفروض أن تكفلهُ تلك المنظمات وهو مياه الشرب, بسبب جهةٍ واحدةٍ بينةٍ على المجتمع الدولي وهي الدولة التركية, أليست كافية لتحرك تلك الضمائر النائمة, أم أنّ لأنقرة خصوصية منفردة تبيح لها مثل هذهِ الممارسات,
▪︎محطة مياه علوك خارج الخدمة,,
المصدر الوحيد للمياه الصالحة للشرب الذي يغذي مدينة الحسكة خارج الخدمة, وكافة الاسباب المتعلقة بهذهِ المعضلة مصدرها واحد, الدولة التركية الغاشم وحلفائها من الجيش الوطني لمدينة رأس العين / فمع بداية الايام الاولى للاجتياح, تعمّد الجيش التركي , بالعبث بهذا المصدر ( محطة علوك ), ومن المعلوم بأن الواقع الجيولوجي لمدينة الحسكة يفتقر للمياه الجوفية بشكلٍ تام, وبالنسبة للمياه السطحية فهي مياه غير صالحة للشرب, وكان اعتماد هذهِ المنطقة بشكلٍ كامل على محطة علوك شرق مدينة رأس العين /, ومع استخدامهم لهذا المصدر الإنساني كسلاحٍ ضدّ الأهالي, أصبحت المدينة أمام أزمة كبيرة وتواجهها العديد من العقبات أمام تأمين المياه الصالحة للشرب, فحتى مشاريع استجرار مياه الشرب من نهر الفرات قد توقفت, بسبب انحسار المياه في نهر الفرات, ووصولها لمستوياتٍ شحيحة غير مسبوقة,
▪︎التواصل المستمر مع المنظمات دون جدوى,,
وفي تصريح لوكالة باز الإخبارية, أدلت به الرئاسة المشتركة لمديرية المياه في مدينة الحسكة المهندسة سوزدار أحمد, حيث قالت: نحن على تواصلٍ مستمر مع المنظمات الإنسانية لتنسيق العمل فيما بيننا, لتأمين أكبر قدرٍ من المياه الصالحة للشرب وتوزيعها على المواطنين, ولكن حجم الكثافة السكانية الهائلة التي حصلت بسبب العدوان التركي, وتسببهِ بموجة نزوحٍ عارمة, وكثرة المخيمات التي نزودها بالمياه, إضافةً لتزويدنا المؤسسات الحيوية بالمياه, يحول بيننا وبين الكمية اللازمة للمواطنين, وقمنا برفع عدة كتب نخاطب فيها الإدارة الذاتية, لتأمين عشرات الصهاريج لنغطي النقص الحاصل بالمديرية من صهاريج متنقلة, وحتى بالنسبة للآبار الموجودة في منطقة الحمة, أضافت سوزدار: بأنها غير كافية وكانت لا تمثل إلا ’’غيضٌ من فيض’’ بالنسبة لمياه الشرب, حيث نوهت بأن تلك الآبار كانت بمثابة رديفٍ داعم للمياه القادمة من محطة علوك, وليست بديلاً عنها, ولهذهِ الآبار قدرة إنتاجية محدودة, وكميات مياه نسبية تنقص عند تشغيل تلك الآبار بالطقة القصوى,
▪︎غياب التدخل الدولي ينذر بكارثة,,
لطالما كانت مديرية المياه تسعى جاهدةً لإيصال حجم الكارثة للجهات الدولية, في محاولةٍ لإيجاد حلول وتوجيه الضغوط على الدولة التركية, لتحييد محطة آبار علوك عن الصراع العسكري والسياسي, فليس من المعقول أن تستخدم تلك الوسيلة في قطع المياه عن ملايين الناس تحت مرأى المجتمع الدولي, ولكن من دون أي جدوى في المرحلة الراهنة, ونحن الآن أمام العديد من المخاطر في المستقبل القريب في حال استمر قطع المياه عن مدينة الحسكة, والسبب في استخدام معظم الأهالي لآبار المياه السطحية, الممزوجة بالمياه الآسنة, ( الصرف الصحي ) وبدأنا نرى تلك الأعراض على الكثير من المواطنين, ومنها حالات التسمم, وكمرحلة أولى حالياً الأعراض هضمية, وستتطور إلى أعراض جلدية, والقادم أعظم, وفي ختام حديثها أكدت أحمد, على ضرورة التدخل من قبل المنظمات الدولية لإيجاد الحلول الناجعة, وتجنيب المنطقة لكارثة صحية إنسانية,