سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تسيطر المجموعات الإيرانية على مدينة دير الزور وريفها، الواقعة نظرياً تحت سيطرة النظام السوري شرق سوريا.
فلا تقتصر تلك الهيمنة للمجموعات التابعة لإيران على الجانب العسكري بل تتعداه إلى المجال الثقافي والإداري وبقية الجوانب الأخرى، إلى جانب تحكمها بقرارات مؤسسات النظام السوري في المدينة، خاصة مؤسستي القضاء والتعليم، إلى درجة يمكن وصفها بالاحتلال.
وتقوم تلك المجموعات بنشاطات مكثفة لتشييع أبناء المنطقة ذات الغالبية السنيّة، خاصة الأطفال والشباب.
وتتنشر المجموعات التابعة لإيران في مدينة دير الزور، ومعظم البلدات والقرى بريفها.
ومن أهم المناطق التي تتواجد فيها المجموعات التابعة لإيران؛ مدينة البوكمال، على المنفذ الحدودي مع العراق، وبلدة صبيخان، وبلدة بقرص، وبلدة الطوب، ومدينة موحسن، وبلدة حطلة، وقرية عين علي، والشريط النهري ببلدة العشارة، ومدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وبلدة الصالحية بريف دير الزور الشمالي.
وأبرز المجموعات التابعة لإيران في المنطقة هي الحرس الثوري الإيراني، وحركة النجباء، وحزب الله السوري، ولواء القدس، والفرقة ٣١٣.
ومقرات الحرس الثوري وحركة النجباء مشتركة، ويبلغ مجموع عناصرهما بين ١٥٠٠ إلى ٢٠٠٠ عنصر، من الإيرانيين والعراقيين وهؤلاء يتمركزون بحي الكتف في مدينة البوكمال، بعد أن قاموا بطرد معظم سكانها منها، كما استولوا على عدد من البيوت في وسط المدينة، وحولوا بيوتهم إلى مستودعات أغذية.
تفاجأ أهالي المنطقة بزيارات وفود شيعية لزيارة نبع عين علي الموجود على تلة قرب مدخل مدينة القورية حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لممارسات غريبة في النبع الذي يزوره السوريون للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية .
ويمتلك الحرس الثوري الإيراني وحركة النجباء أسلحة ثقيلة من رشاشات ثقيلة، وعربات مدرّعة، ودبابات، وكان يتولى قيادة الحرس الثوري إيراني يدعى الحاج سلمان، فيما يعدّ الحاج صادق المسؤول الأول ومنسق جميع مجموعات إيران الإرهابية في دير الزور.
أما حزب الله السوري فيبلغ عدد مقاتليه ٧٠٠ عنصر، ينتشرون في حواجز تمتد من مركز مدينة دير الزور وحتى مدينة الميادين بريفها الشرقي،
و يوجد لهم عدد من المقرات في المدينة بحيي الضاحية والقصور، يحمل منتسبوها الجنسيتين اللبنانية والسورية، وقائدها لبناني الجنسية.
وقد بدأ حزب الله السوري، منذ عام ٢٠١٧ بتطويع شباب سوريين مقابل راتب شهري يقدر بـ ٢٠٠ دولار.
ويضمّ لواء القدس ٢٠٠٠ مقاتل يتمركز نصفهم في مركز مدينة دير الزور ومدينة الميادين، فيما ينتشر النصف الآخر في بادية دير الزور.
والمركز الرئيس للواء القدس في مدينة دير الزور حيث استولى على ٣ فيلات فيها، حوّل إحداها إلى مركز قيادة عامة، ويمتلك أسلحة متوسطة وخفيفة، وعناصر اللواء يحملون الجنسيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية، إضافة إلى عدد قليل من حاملي الجنسية السورية.
وتتواجد الغالبية العظمى من عناصر الفرقة ٣١٣ في بادية دير الزور، إضافة إلى بعض الحواجز على أطراف مدينة دير الزور وطريق المطار، ويبلغ عدد عناصرها ٣٠٠ عنصر، جميعهم من الأجانب، ويمتلكون أسلحة متوسطة.
وهناك مجموعات إيران افتتحت عدداً من المدارس بغية تشييع الأطفال، كما في مدينة الميادين بريف دير الزور حيث افتتحت مدرسة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و ١٠ أعوام.
وتلك المجموعات استولت على المركز الثقافي لمدينة دير الزور وباتت تستغله في أنشطة دينية.
وأنشأت مجموعات إيران عدداً من الحسينيات والمزارات في المنطقة، أبرزها حسينية جرى افتتاحها في حي هرابش في المدينة، إضافة إلى بناء مزار في قرية قبة علي، وافتتحت مكاتب عقارية تقوم بشراء المنازل والعقارات والأراضي للاستيلاء على أكثر المواقع حيوية في المدينة .
فالسكن في أيّة مدينة أو قرية في دير الزور بات مرتبطاً بموافقة تلك المجموعات، عبر إصدارها أذونات بهذا الخصوص فالمجموعات الإيرانية طردت عدداً من العائلات في قرية قبة علي بسبب عدم امتلاكهم إذونات صادرة منها.
وتسعى طهران، التي ساندت النظام السوري في الحرب على الشعب ودعمته عسكرياً، إلى تنفيذ مشاريعها في المنطقة، وبسط نفوذها، لتضمن بقاءها مستقبلًا حتى إذا رحلت عسكرياً، كما قامت به منذ أعوام في الأراضي العراقية.