ماذا بعد التقارب التركي مع النظام السوري

شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى

رغم إصرار تركيا وتصريحاتها المتتالية من جهتها التي تدلل بشكل كبير على توجهها الجديد، الذي يأتي في إطار التوجهات والأطماع الروسية في سوريا والمنطقة عامة، ولحد الآن لم تعلق واشنطن، على التصريحات التركية بشأن إعادة العلاقات مع النظام السوري، ومن هنا تظهر عدة تساؤلات حول مواقف الولايات المتحدة، من هذا المنعطف التركي وتحديدا تجاه الأسد، بالإضافة إلى تخوفات الإدارة الذاتية، من هذا التقارب، وما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستبدي أي مواقف وتحركات لوضع حد لهذه الخطوات، وخاصة وأن موقف واشنطن واضح منذ البداية، وهو الرفض التام لأي تطبيع مع النظام السوري و بشار الأسد حصرا.

ويرى نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية”، لشمال شرقي سوريا حسن كوجر، أن تقارب تركيا مع النظام السوري  سيسمح بضرب مشروع الإدارة الذاتية، في مناطق شمال شرقي سوريا الذي يريده جميع سكان المنطقة مقابل دخول قوات دمشق إلى إدلب، والسيطرة على طريق إم4.

وحذر كوجر، في تصريحات نشرها موقع المجلس التنفيذي، يوم السبت، من أن “التقاربات والاتفاقات الخطيرة ستفتح مجالا لإطالة أمد الأزمة السورية وتعميقها، وتسهم في إعادة تنشيط تنظيم الدولة ( د ا ع ش)

و يقول الكاتب والمحلل السياسي، داريوس درويش، أن “ما يسمى التقارب بين تركيا وسوريا، هو في جوهره استسلام تركيا، ومن خلفها المعارضة السورية المدعومة من تركيا  أمام النظام السوري.

ويكون هكذا تختتم سلسلة الاستسلامات التي جرت سابقا في حمص، ثم دمشق، وأخيرا حلب .

ويعود هذا التحول إلى عام ٢٠١٥ حين أصبح الهدف التركي الوحيد، وبالتالي هدف المعارضة السورية المدعومة منها أيضا، القضاء على الوجود الكردي في سوريا. لذا، فإن الاستسلام أمام النظام السوري، كان أمرا حتميا لتحقيق هدفهم.

وهناك ثمة تحديات متفاوتة تواجه دعوات تركيا، بشأن إعادة العلاقات مع النظام السوري ، وعقد مصالحة بينه، ومعارضيه. فهناك شروط من النظام  السوري لجهة إجراء مفاوضات مع تركيا، أهمها سيطرة قوات النظام  الكاملة على الممر التجاري في معبر باب الهوى، الحدودي مع تركيا وصولا إلى العاصمة دمشق، إضافة إلى الطريق التجاري “إم 4″، الواصل بين دير الزور واللاذقية مرورا بالحسكة وحلب، بالإضافة إلى إعادة إدلب، إلى إدارتها، كشرط للتواصل مع أنقرة، بحسب ما جاء في تقرير صحيفة تركية، مؤخرا، فضلا عن مطلبها المتعلق بعدم دعم أنقرة، للعقوبات الأوروبية المفروضة على النظام السوري ، والشخصيات الداعمة له.

ويجب أن يكون هذا التحول التركي مخيفا لأصحاب التوجه الداعي للتحالف مع النظام السوري  ضمن الإدارة الذاتية.

فشروط النظام السوري التي تم تسريبها عبر وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية، تكشف مدى بؤس النظام وضحالة طموحاتها في المنطقة، فأقصى ما يطمح إليه هو الحصول على النفط دون وضع أي اعتبارات أخرى تخص حماية سكان المنطقة من التهجير، والتغيير الديمغرافي، وهو أقصى ما يمكن توقعه من نظام دكتاتوري قتل وهجر ملايين من الشعب السوري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.